أمريكا

منظمات حقوقية تطالب بوقف “الحرب غير المعلنة” على المجتمعات الملوّنة

منظمات حقوقية تطالب بوقف “الحرب غير المعلنة” على المجتمعات الملوّنة

في ظل تصاعد الاعتداءات والهجمات التي تستهدف الجاليات المسلمة والمجتمعات الملوّنة في شمال كارولاينا، عقد تحالف واسع من منظمات العدالة الاجتماعية مؤتمرًا صحفيًا غير مسبوق، دعوا فيه إلى إنهاء ما وصفوه بـ”الحرب غير المعلنة” ضد المسلمين والأقليات العرقية في الولايات المتحدة.
وقد شاركت في المؤتمر منظمات بارزة مثل “مسلمون من أجل العدالة الاجتماعية” و”مختبر قوة الشعوب”، حيث وجّه القادة المشاركون نداءً عاجلًا إلى الحكومة الفيدرالية وسلطات الولاية لوضع حد لانتهاكات متكررة وصفوها بالممنهجة، مستنكرين ما أسموه “تواطؤًا صامتًا” مع مناخ الكراهية المتصاعد.
وتأتي هذه الخطوة عقب سلسلة من الحوادث المروعة التي شهدتها الولاية خلال الأيام الماضية، منها مداهمات نفذتها وكالة الهجرة استهدفت منشآت عامة وخاصة، وترحيل طلاب أجانب قسرًا، إضافة إلى وقائع عنف مدرسي، كان أخطرها استهداف فتاة مسلمة قاصر في مدينة شارلوت، والتي يخضع الحادث فيها لتحقيق رسمي باعتباره جريمة كراهية.
وبحسب تقرير حديث صادر عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، فقد تم تسجيل أكثر من 8,600 شكوى تتعلق بتمييز وعداء ضد المسلمين والعرب خلال عام 2024 فقط، وهي أعلى حصيلة يتم تسجيلها منذ عام 1996، بزيادة بلغت 7.4% عن العام الماضي، ما يعكس حجم الأزمة المتفاقمة.
وأكد المتحدثون في المؤتمر أن هذه الاعتداءات لا يمكن فصلها عن السياسات العامة، مشيرين إلى ارتباطها المباشر بإرث من القوانين والممارسات مثل “حظر السفر”، وبعض التشريعات المحلية التي تستهدف الشريعة الإسلامية بصورة غير مباشرة، معتبرين أنها تغذي مناخ العداء وتشرعن التمييز.
ومن بين المطالب التي رُفعت خلال المؤتمر، دعوات لإنهاء الحروب الأمريكية في الخارج، والتوقف عن ملاحقة المجتمعات المسلمة والسوداء والبنية، إلى جانب الاستثمار الجاد في التعليم العام والرعاية الصحية والإسكان، وضمان العدالة الاقتصادية وحقوق العمل لجميع المواطنين.
ويرى ناشطون أن هذا التحرك الشعبي يمثل صوتًا متناميًا يرفض اختزال الهوية الأمريكية في لون أو دين، ويطالب بوطن يتسع للجميع، تُحترم فيه الحقوق، وتُصان فيه الكرامات دون تمييز أو خوف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى