أمريكا

خطاب كراهية متصاعد يهدد المسلمين في أمريكا وسط صمت سياسي مقلق

خطاب كراهية متصاعد يهدد المسلمين في أمريكا وسط صمت سياسي مقلق

في تصعيد خطير وغير مسبوق، شهدت الساحة الأمريكية خلال الأسبوع الجاري موجة من الخطابات التحريضية المباشرة ضد المسلمين، كان أبرزها تصريحات أطلقتها الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر، المعروفة بميولها العنصرية وفشلها المتكرر في الوصول إلى الكونغرس، والتي دعت صراحة إلى تسليح غير المسلمين في مواجهة جيرانهم من المسلمين.
لومر، التي سبق أن أعلنت بفخر عن كراهيتها للإسلام، أثارت موجة من الغضب بعدما نشرت عبر منصاتها الرقمية دعوات لتجهيز “المواطنين الأمريكيين” لاستخدام “القوة المميتة” ضد المسلمين، مدعية أن ملايين المسلمين في الولايات المتحدة يشكلون “شبكات محتملة تابعة لإيران”، في خطاب وصفه مراقبون بأنه لا يختلف من حيث العنف والعنصرية عن خطابات التنظيمات المتطرفة نفسها.
وبينما كان يُنتظر موقف حازم من الدوائر السياسية التي تنتمي إليها لومر، ساد الصمت، ما اعتبره كثيرون تواطؤًا غير مباشر يشجّع على التطرف ويهدد السلم المجتمعي، في ظل تنامي جرائم الكراهية خلال السنوات الأخيرة.
في المقابل، نددت نائبة الكونغرس عن ولاية أريزونا، ياسمين أنصاري، بهذه التصريحات الخطيرة، مؤكدة أن ما يجري ليس مجرد تعبير عن رأي، بل تحريض علني قد يؤدي إلى تكرار مجازر دموية سبق أن استهدفت مساجد ومراكز إسلامية داخل البلاد. وأضافت أنصاري أن هذا الخطاب “يعيد إلى الأذهان أسوأ فصول العنصرية الأمريكية”، محذّرة من تجاهل تداعياته الأمنية والاجتماعية.
ورغم الانتقادات، مضت لومر في خطابها العدائي، وهاجمت النائبة أنصاري شخصيًا، مشككة في ولائها لمجرد أصولها الإسلامية، في نموذج وصفه حقوقيون بأنه “محاولة خطيرة لشيطنة مسلمي أمريكا وتبرير استهدافهم”.
وفي ظل هذا التصعيد، تتعالى الأصوات المطالِبة باتخاذ إجراءات قانونية حازمة ضد التحريض على الكراهية، وضمان الحماية للمجتمعات الدينية والأقليات، في وقت يبدو فيه أن التراخي الرسمي يفتح المجال أمام تصدّع خطير في النسيج الاجتماعي الأمريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى