مشاريع إسلامية عالقة في كولومبوس وسط أزمة تمويل وتحديات قانونية: الحلم مستمر رغم العوائق

مشاريع إسلامية عالقة في كولومبوس وسط أزمة تمويل وتحديات قانونية: الحلم مستمر رغم العوائق
تداولت وسائل إعلام محلية أمريكية مشاهد لمبنى خرساني من ثلاثة طوابق في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو، يعلوه شعار باهت خلف سياج معدني يقول: “قريبًا: مركز شباب الجالية المسلمة”، في مشهد يُجسد حلمًا مؤجلًا منذ عام 2019.
المشروع، الذي تسعى أسرة محلية من خلاله إلى إنشاء منشأة مجتمعية على مساحة 20 ألف قدم مربع، تضم صالة رياضية ومرافق تجمع شبابي مفتوحة للمسلمين وغيرهم، توقف في منتصف الطريق بفعل أزمة التمويل التي تفاقمت مع جائحة كورونا. فالميزانية الأولية البالغة 2.7 مليون دولار لم تكن كافية، وما زال المشروع بحاجة إلى نحو مليوني دولار إضافية للعودة إلى الحياة.
وعلى مقربة من هناك، يواجه معهد “ماس كولومبوس” عقبة مشابهة، حيث لم ينجح في تأمين أكثر من 10% من ميزانية توسعة تبلغ 100 ألف دولار، رغم طموحه بتحويل المكان إلى مركز مجتمعي يضم قاعات للصلاة والدروس ومرافق شبابية، لكنه لا يزال حبيس التصاميم الافتراضية وصفحات التبرعات الإلكترونية.
أما في ضاحية هيلارد، فتبدو التحديات قانونية أكثر منها مالية، حيث اصطدم مركز نور الثقافي الإسلامي برفض مجلس المدينة طلبه لتعديل تقسيم المناطق، ما منعه من تحويل مبنى سابق لشركة سيارات إلى مسجد ومدرسة. وقد لجأ المركز إلى المحكمة الفيدرالية، متهمًا بلدية المدينة بالتمييز الديني.
ورغم هذه العقبات، يؤكد القائمون على المشاريع أن الهدف ليس فقط بناء أماكن عبادة، بل تأسيس فضاءات مجتمعية مفتوحة تعزز التعددية، وتشجع على الحوار بين الثقافات، وتمنح المسلمين شعورًا بالانتماء الفاعل إلى مدينتهم.
ويُذكر أن ثلثي الجالية المسلمة في كولومبوس هم من المهاجرين وأبناء الجيل الأول، وتشكّل الجالية الصومالية أكبر مكون فيها، إلى جانب الأمريكيين من أصول إفريقية وعدد متزايد من المسلمين المستبصرين. وهي فسيفساء بشرية تسعى لأن تأخذ مكانها في قلب المشهد، لا على هامشه.