أمريكا

مدينة أميركية ذات قيادة مسلمة بالكامل تتبنى نهجًا محافظًا مستمدًا من القيم الإسلامية

مدينة أميركية ذات قيادة مسلمة بالكامل تتبنى نهجًا محافظًا مستمدًا من القيم الإسلامية

في ضاحية هامترامك الصغيرة الواقعة في قلب ولاية ميشيغان، وتحديدًا بين أحياء مدينة ديترويت الكبرى، تتجسد سابقة غير مألوفة في المشهد السياسي الأميركي، حيث أصبحت هذه المدينة أول بلدية في الولايات المتحدة تُدار بالكامل من قبل مسؤولين مسلمين، بدءًا من رئيس البلدية ووصولًا إلى أعضاء مجلس المدينة.
ويبلغ عدد سكان هامترامك نحو 28 ألف نسمة فقط، إلا أنها أصبحت موضع اهتمام وطني ودولي بعد أن تحولت تدريجيًا من مدينة ذات غالبية بولندية كاثوليكية إلى مركز للجاليات اليمنية، البنغلاديشية، والباكستانية، ما أدى إلى تغيير ديمغرافي واسع جعل من المسلمين الغالبية السكانية المعلنة في المدينة.
ولا يقتصر التغيير على الوجوه والأسماء، بل امتد إلى نمط الحكم والإدارة، إذ يتبنى المجلس البلدي نهجًا محافظًا يرتكز على القيم الإسلامية، في سابقة لم تشهدها أي بلدية أميركية من قبل.
وفي خطوة أثارت جدلًا واسعًا، صوّت مجلس المدينة في حزيران/يونيو 2023 على قرار يمنع رفع أعلام “قوس قزح” الداعمة لحقوق المثليين على الممتلكات العامة، معتبرًا أن رفع هذه الرموز يمثّل “فرضًا لأجندات أخلاقية مناقضة لقيم المجتمع”. وقد رُوّج للقرار باعتباره دفاعًا عن هوية المدينة وثقافتها المتجذرة في الإيمان والانتماء.
وعلى الرغم من تصاعد ردود الفعل من وسائل الإعلام ونشطاء حقوق الإنسان، فإن القرار قوبل بتأييد كبير داخل أوساط سكان المدينة الذين اعتبروا الخطوة تعبيرًا عن السيادة الثقافية والدينية ورفضًا لما وصفوه بتعديات ثقافية لا تعكس قناعاتهم المجتمعية.
وتسير هامترامك اليوم في طريق فريد داخل الخارطة السياسية والاجتماعية الأميركية، حيث تجمع بين الانخراط في النظام الديمقراطي وبين التمسك برؤية دينية محافظة، ما يجعل منها نموذجًا غير مسبوق يعيد طرح تساؤلات جوهرية حول التنوع، وحدود الحريات، ومعنى التمثيل الحقيقي في مجتمع متعدّد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى