أفريقيا

في زاريا… جرحٌ لم يندمل وذكرى تعيد صدى المأساة: نيجيريا تُحيي العام العاشر لمجزرة 2015

في زاريا… جرحٌ لم يندمل وذكرى تعيد صدى المأساة: نيجيريا تُحيي العام العاشر لمجزرة 2015

أحيا أتباع أهل البيت عليهم السلام في مدينة زاريا النيجيرية، وسط أجواء يغمرها الحزن والغضب، الذكرى العاشرة لمجزرة زاريا التي ارتكبها الجيش النيجيري عام 2015، حين قُتل مئات المدنيين الشيعة خلال ساعات قليلة في واحدة من أكثر الحوادث دموية في تاريخ البلاد الحديث. ورغم استمرار إنكار الجيش النيجيري حتى اليوم، إلا أن منظمة العفو الدولية وثقت المجزرة بأدلة دامغة، مؤكدة تعرض المحتشدين لاعتداءات وحشية بينما كانوا يحيون ذكرى المولد النبوي الشريف.
الجيش كان قد برر الهجوم بادعاء محاولة اغتيال لرئيس الأركان آنذاك، الفريق طاهر براتاي، وهي رواية رفضتها منظمات حقوقية محلية ودولية، معتبرة ما جرى “عملية قتل ممنهجة” استهدفت مواطنين يمارسون شعائرهم الدينية بسلام.
الفعالية التي أقيمت هذا العام حملت طابعاً مؤثراً، إذ اعتلى المنصّة ناجون وأفراد من عائلات الضحايا ليرووا ما عاشوه من ألم ومعاناة مستمرة منذ عقد كامل. وقال أحد المشاركين: “ما فعلته قوات الأمن بنا كان ظلماً صارخاً فقط لأننا نمارس عقائدنا بسلام.” فيما روت امرأة فقدت زوجها أنها تكافح منذ المجزرة لإطعام أطفالها بعدما باتت بلا معيل.
وسلطت وسائل إعلام محلية الضوء على الرسالة المركزية التي صدحت بها المناسبة: العدالة أولاً. فبالنسبة إلى أهالي الضحايا، لا تمثل مجزرة زاريا حادثة عابرة في التاريخ، بل جرحاً مفتوحاً لا يندمل إلا بالمحاسبة وكشف الحقيقة، لمنع تكرار ما جرى وضمان حماية الحقوق الدينية والإنسانية لجميع مواطني نيجيريا.
وبينما يتجدد النداء مع كل ذكرى، يؤكد المشاركون أن صمت المجتمع الدولي وتردد السلطات يطيل أمد المعاناة، ويُبقي زاريا رمزاً لجريمة لم يُكشف الستار عن كامل تفاصيلها بعد… وجرحاً نازفاً في ضمير نيجيريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى