أفريقيا

قلبي نيجريا… مسلمون ومسيحيون معاً يفضحون أسطورة “إبادة المسيحيين”

من قلب نيجيريا… مسلمون ومسيحيون معاً يفضحون أسطورة “إبادة المسيحيين”

في مشهد يعكس وحدة نادرة وتماسكاً اجتماعياً في مواجهة حملات التضليل، خرج شباب يمثلون المجتمعين المسلم والمسيحي في منطقة غوزا شمال شرقي نيجيريا ليعلنوا بصوت واحد أن ما يُروَّج خارج البلاد عن “إبادة جماعية ضد المسيحيين” هو ادعاء باطل، يفتقر إلى الحقيقة، ويهدف إلى زرع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد.
الشباب، المنضوون تحت مظلة “منتدى شباب غوزا”، أكدوا أن جماعة بوكو حرام المتطرفة لا تميّز بين دين وآخر، بل تستهدف الجميع بلا استثناء، وتضرب القرى والمدن الإسلامية والمسيحية على حدّ سواء، في أبشع صور الإرهاب الذي يرفضه الإسلام وكل القيم الإنسانية.
وكشف المنتدى أن ما شهدته المنطقة خلال خمسة عشر عاماً من الهجمات يبرهن أن التطرّف لا دين له؛ فقد طالت عمليات الإرهابيين عشرات المجتمعات، وراح ضحيتها أئمة وشيوخ وعلماء ومدرّسون، تماماً كما سقط قساوسة ورؤساء عشائر وشخصيات اجتماعية من الطرفين.
وأشار الشباب إلى حجم الدمار الهائل الذي خلّفته الجماعة، من تدمير مئات المساجد، ومن بينها ساحات احتفالات بالأعياد الإسلامية وجوامع كبيرة، إلى إحراق عشرات الكنائس، إضافة إلى المنازل والأسواق والمدارس والمستشفيات والمرافق العامة، في ضربٍ مباشر للحياة المدنية دون أي اعتبار لدين السكان أو انتمائهم.
وأكد المنتدى أن الحديث عن “إبادة مسيحية” هو محاولة خطيرة لتشويه الواقع، وتعطيل جهود المصالحة، وخلق صدع جديد بين المسلمين والمسيحيين الذين عاشوا لسنوات طويلة جنباً إلى جنب في نسيج واحد.
ولهذا دعا الشباب جميع الجهات المحلية والدولية إلى التحلي بالمسؤولية والابتعاد عن الخطاب المثير للكراهية، مشددين على أن التماسك بين المسلمين والمسيحيين هو السلاح الأقوى في مواجهة الإرهاب، وأن السلام لا يمكن بناؤه على أكاذيب أو روايات مختلقة لخدمة أجندات خارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى