أفريقيا

ارتفاع معدلات الإصابة.. القارة الأفريقية تواجه أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ ربع قرن

ارتفاع معدلات الإصابة.. القارة الأفريقية تواجه أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ ربع قرن

تشهد القارة الأفريقية أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ نحو 25 عامًا، وسط ارتفاع حاد في معدلات الإصابات والوفيات في عدد من الدول، بحسب خبراء الصحة. وأظهرت التقديرات تسجيل آلاف الحالات أسبوعيًا، في ظل ضعف البنية التحتية الصحية وصعوبة الوصول إلى مياه نظيفة، مما يزيد من صعوبة السيطرة على المرض.
ويتداخل في تفاقم الأزمة عدة عوامل، من بينها التغيرات المناخية، التي أدت إلى فيضانات متكررة وجفاف شديد، مما أدى إلى تلوث مصادر المياه وزيادة احتمالات العدوى، إضافة إلى النزاعات المسلحة والنزوح الجماعي الذي حرم ملايين السكان من الخدمات الأساسية. كما تعاني أنظمة الرعاية الصحية في كثير من الدول الأفريقية من نقص التمويل والكوادر، ما يحد من قدرتها على الاستجابة السريعة والفعالة.
وتجاوزت تداعيات تفشي الكوليرا الجانب الصحي، إذ ارتفعت معدلات الوفيات في المجتمعات الفقيرة، وتراجعت الإنتاجية الاقتصادية نتيجة إصابة أعداد كبيرة من القوى العاملة. وفي ظل هذه الظروف، تواجه الحكومات ضغوطًا متزايدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية والأمنية والتنموية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع يمثل “كارثة إنسانية وشيكة”، محذرة من أن استمرار انتشار المرض قد يهدد الأمن الغذائي ويزيد معدلات سوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال. ودعت المنظمة إلى تعبئة عاجلة للموارد الدولية لتوفير اللقاحات ودعم أنظمة المراقبة وضمان وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا، مؤكدة أن التدخل السريع هو السبيل الوحيد لتجنب كارثة واسعة النطاق.
وقد بدأت بعض الدول حملات تطعيم محدودة، فيما أطلقت منظمات إغاثة مبادرات لتوزيع أقراص تنقية المياه وتوعية المجتمعات المحلية بطرق الوقاية. ومع ذلك، يؤكد خبراء الصحة أن هذه الإجراءات تبقى غير كافية أمام حجم الأزمة، وأن الحل يتطلب استراتيجية طويلة الأمد تشمل تحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي وتعزيز قدرات الأنظمة الصحية المحلية.
ويعكس تفشي الكوليرا هشاشة الوضع الصحي في أفريقيا ويطرح تساؤلات حول قدرة المجتمع الدولي على التعامل مع الأوبئة العابرة للحدود، حيث يبقى التدخل السريع والفعّال العامل الحاسم لتجنب كارثة إنسانية واسعة النطاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى