أفريقيا

مسؤول أممي يحذر: الأطفال يدفعون الثمن الأغلى في السودان

مسؤول أممي يحذر: الأطفال يدفعون الثمن الأغلى في السودان

حذّر تيد تشايبان، نائب المدير التنفيذي لعمليات العمل الإنساني والإمدادات في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن السودان يشهد “أكبر أزمة إنسانية في العالم حاليًا”، مؤكدًا أن الأطفال هم الضحايا الرئيسيون. وأوضح أن أكثر من 14 مليون طفل باتوا خارج المدارس، أي ما يعادل أربعة من كل خمسة أطفال في البلاد.
وأضاف في مؤتمر صحفي أن 1.4 مليون طفل يعيشون في مناطق تعاني من مجاعة أو مهددة بها، وأن 150 ألف طفل مرشحون للإصابة بسوء التغذية الحاد هذا العام في دارفور وحدها، مع تفشي الكوليرا والملاريا وأمراض أخرى بسبب انهيار النظام الصحي.
وتحدث تشايبان عن الوضع في الفاشر المحاصَرة منذ أكثر من 16 شهرًا، والتي يعيش فيها 250 ألف شخص بلا طعام أو مياه أو رعاية طبية. وقال: “رأيت أمهات وأطفالًا هاربين من القصف بعد أن جُردوا من كل شيء، وقطعوا مسافات طويلة سيرًا على الأقدام دون طعام”.
ورغم هذا الدمار، أشار إلى بوادر صمود، مثل قيام الأهالي بإصلاح المدارس وإنشاء مساحات آمنة للأطفال، مؤكدًا أن موظفي اليونيسف وشركاءهم يواصلون العمل “رغم المخاطر الهائلة”، حيث تم تحصين أكثر من 8 ملايين شخص ضد الكوليرا وتوفير المياه لـ11 مليون شخص.
فيما قالت فاليري غوارنييري من برنامج الأغذية العالمي أن البرنامج تمكن خلال الأشهر الماضية من مضاعفة عدد المستفيدين ليصل إلى 4 ملايين شخص شهريًا، رغم المخاطر التي تهدد حياة فرق الإغاثة.
وأشارت إلى أن الوضع في دارفور لا يزال بالغ الصعوبة، وأن قوافل المساعدات إلى الفاشر ما زالت عالقة بانتظار ضمانات للعبور الآمن. كما تحدثت عن مبادرات دعم المزارعين المحليين بالتعاون مع البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية، لتعزيز الإنتاج الزراعي في مناطق أكثر استقرارًا، خاصة في ولايتي الخرطوم وود مدني، حيث يمكن لتلك الجهود أن تربط الإغاثة الطارئة بالتنمية المستدامة.
لكنها حذّرت من أن الأزمة التمويلية تهدد استمرارية العمليات الإنسانية، مشيرة إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية للسودان “لم تُموّل سوى بنسبة 25 في المئة فقط”، وأن النقص الحاد في التمويل يعني أن “الملايين سيبقون بلا غذاء أو دعم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى