كيب تاون تحتضن مؤتمراً دولياً يعيد تعريف الزكاة والوقف كأداتين للتنمية والنهضة المجتمعية
كيب تاون تحتضن مؤتمراً دولياً يعيد تعريف الزكاة والوقف كأداتين للتنمية والنهضة المجتمعية
شهدت مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا انعقاد المؤتمر الدولي للزكاة والوقف، في حدثٍ عالمي استثنائي جمع نخبةً من الخبراء والعلماء وقادة الفكر من أفريقيا والهند وسائر أنحاء العالم الإسلامي، لمناقشة الدور الاستراتيجي للزكاة والوقف في بناء مجتمعاتٍ مزدهرة ومستدامة.
المؤتمر الذي حمل شعار «من الواجب إلى الفرصة: إطلاق العنان للزكاة والوقف من أجل التحول المجتمعي»، قدّم رؤيةً جديدة لمفاهيم التمويل الإسلامي الاجتماعي، معتبرًا الزكاة والوقف ركيزتين فعّالتين يمكن من خلالهما مواجهة الفقر ودعم التعليم والرعاية الصحية وتمويل مشاريع البنية التحتية، بما يحقق التنمية ويحافظ على كرامة الإنسان.
وافتُتح اليوم الأول بكلماتٍ مؤثرة لرؤساء مؤسساتٍ إسلاميةٍ بارزة، تناولت سبل تحويل الزكاة والوقف إلى أدواتٍ عمليةٍ تُحدث فرقًا حقيقيًا في الواقع التنموي. كما ركّزت الجلسات على أهمية الابتكار والقياس العلمي لأثر هذه الأدوات المالية، إلى جانب إبراز الدور القيادي للمرأة، حيث أظهرت الإحصاءات أن النساء يشغلن نحو 60% من المناصب القيادية في مؤسسات الوقف بجنوب أفريقيا.
أما اليوم الثاني، فشهد جلساتٍ متخصصة حول الوقف والتنمية الحضارية، تخللتها عروض لتجارب ناجحة في الوقف الحضري وتنمية الشباب، إضافة إلى أوراقٍ بحثيةٍ مهمة، من بينها دراسةٌ حول تاريخ الوقف في الهند ودوره في دعم التعليم والرعاية الاجتماعية منذ القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، رغم التحديات القانونية والإدارية المعاصرة.
واختُتم المؤتمر بالتأكيد على أن التمويل الإسلامي الاجتماعي ليس مجرد التزامٍ ديني، بل هو نموذجٌ تنمويٌّ شامل قادرٌ على بناء مجتمعاتٍ أكثر عدلاً وازدهارًا. كما أبرز المشاركون أن التجربة الجنوب أفريقية تُعدّ مثالًا ملهِمًا على قدرة المجتمعات المسلمة، مهما كان حجمها، على المساهمة بفعالية في مسيرة التنمية العالمية من خلال ثقافة العطاء والإحسان المنظّم.
