مجزرة ليلية في نيجيريا.. أكثر من 60 قتيلاً بهجوم لبوتكو حرام على قرية دار الجمال

مجزرة ليلية في نيجيريا.. أكثر من 60 قتيلاً بهجوم لبوكو حرام على قرية دار الجمال
قُتل أكثر من 60 شخصاً في هجوم دموي شنه مسلحو جماعة بوكو حرام على قرية دار الجمال في منطقة باما بولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، في واحدة من أعنف الهجمات التي تشهدها المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.
وقال حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، خلال تفقده موقع الهجوم السبت، إن ما لا يقل عن 63 شخصاً قُتلوا، موضحاً أن سكان القرية “أعيدوا إليها قبل أشهر قليلة فقط بعد إغلاق مخيم النازحين”، بهدف استئناف حياتهم الطبيعية.
شهود عيان تحدثوا عن مشاهد مأساوية، إذ قال الناجي معلم بكر: “جاؤوا وهم يصرخون، وأطلقوا النار على كل ما تحرّك. عندما عدنا فجراً، كانت الجثث في كل مكان”. بينما روت الحاجة فاتي، التي فقدت شقيقها: “قالت لنا الحكومة إننا سنكون بأمان هنا، وها نحن الآن ندفن أحبّاءنا”.
ووفق المصادر الأمنية، وصل عشرات المهاجمين على دراجات نارية، مدججين بالبنادق الهجومية، وأطلقوا النار عشوائياً قبل أن يحرقوا منازل القرية. وأقرّ حاكم الولاية بأن القوات الأمنية غير كافية لاحتواء مثل هذه الهجمات، معلناً عن تشكيل قوة جديدة تحت اسم “حراس الغابات” لدعم الجيش.
من جهته، أعلن سلاح الجو النيجيري أنه تمكن من قتل نحو 30 مسلحاً من المهاجمين خلال اشتباكات لاحقة في المنطقة، فيما أفادت مصادر محلية بأن حصيلة الضحايا تراوحت بين 55 و64 قتيلاً، ما يعكس حجم الفوضى التي رافقت الاعتداء.
وتخوض نيجيريا منذ أكثر من عقد حرباً مع تمرد مسلح تقوده جماعة بوكو حرام وتنظيم “داعش” في ولاية غرب إفريقيا، حيث شهدت البلاد بين عامي 2013 و2015 موجة عنف غير مسبوقة خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين. ورغم تراجع العمليات في المدن الكبرى، ما زالت الجماعات المتطرفة تنفذ هجمات متكررة على القرى النائية، مستهدفة المدنيين والقوات الأمنية.
ويثير إصرار الحكومة على إغلاق مخيمات النازحين وإعادة السكان إلى مناطقهم الأصلية جدلاً واسعاً، إذ يرى مراقبون أن تلك السياسة تُعرض العائدين لمخاطر مباشرة، كما أظهر الهجوم الأخير في دار الجمال.