أفريقيا

الصومال في عين العاصفة: أزمة إنسانية تتفاقم والعالم يكتفي بالمشاهدة

الصومال في عين العاصفة: أزمة إنسانية تتفاقم والعالم يكتفي بالمشاهدة

تعيش الصومال أزمة إنسانية خانقة، إذ يعاني 4.6 ملايين شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينما يواجه 1.8 مليون طفل خطر سوء التغذية الحاد، في وقتٍ تشهد فيه البلاد تراجعًا كارثيًا في الخدمات الصحية، وإغلاق عشرات العيادات بسبب نقص التمويل.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية للصومال للعام 2025، التي تتطلب 1.4 مليار دولار، لم يُغطَّ منها حتى الآن سوى 15% فقط، في حين لم يتجاوز تمويل قطاعي الأمن الغذائي والتغذية نسبة 5% و3% على التوالي.
هذا التراجع في الدعم الدولي أجبر الوكالات الإنسانية على تقليص عملياتها، ما أدى إلى توقف 150 مرفقًا صحيًا، وإغلاق عشرات مواقع التغذية في مناطق حساسة مثل بنادر وشبيلي الوسطى. وفي بونتلاند، توقفت جميع وحدات الصحة العامة عن العمل، ما ينذر بانهيار وشيك في المنظومة الصحية.
وتثير هذه الأرقام أسئلة خطيرة حول الالتزام الأخلاقي والسياسي الدولي تجاه الأزمات المنسية، في وقت تتسارع فيه أولويات العالم نحو نزاعات أخرى، وتغيب الاستجابة الجادة أمام تحذيرات متكررة من خطر تحول الأزمة إلى مجاعة واسعة النطاق.
الخبراء يرون أن هذه الكارثة لا تعود فقط إلى الجفاف أو الصراع، بل إلى تقصير متراكم في الاستجابة الدولية، وغياب الحد الأدنى من التمويل المستقر في مجالات الصحة والتغذية والمياه، ما يجعل حياة ملايين الصوماليين رهينة لقرارات بعيدة، ومجرد أرقام على الورق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى