“وجدت في القرآن ما افتقدته في كنيستي”

“وجدت في القرآن ما افتقدته في كنيستي”.. مقال لكاتب نيجيري مسيحي يشعل جدلاً واسعاً
أثار مقالٌ حديث للكاتب النيجيري المسيحي سون إليري ضجة واسعة في الأوساط الدينية والثقافية، بعد أن نشر تجربته الروحية تحت عنوان: “الإسلام هو السلام: تأملات شخصية في رحلتي”، متحدّثًا فيه عن تحوّلٍ فكري وعاطفي عميق عاشه بعد دراسة متأنية لتعاليم الإسلام والقرآن الكريم.
إليري، الذي نشأ في بيئة مسيحية محافظة، وخدم لسنوات كقائد للزمالة ودارس للكتاب المقدس، بدأ رحلته بالتساؤل عن التناقضات المتزايدة التي لاحظها في مجتمعه الديني، حيث عبّر عن خيبته من تحوّل بعض الكنائس إلى مشاريع استثمارية، وعن المسافة المتسعة بين الخطاب الديني والممارسة الاجتماعية الفعلية، لا سيما في ما يخص قضايا الفقر والعدالة.
وفي مقاله، أشار إليري إلى أن رحلته نحو الإسلام لم تكن لحظة عاطفية عابرة، بل تجربة فكرية وروحية امتدت لأشهر، قرأ خلالها القرآن الكريم كاملاً، متأمّلاً في معانيه وتعاليمه. وقال: “وجدت في القرآن تسامحًا ورحمةً واتساقًا داخليًا يلامس العقل والفطرة معًا. لم أجد فيه الإكراه، بل وجدت دعوة للسلام والرحمة والمساواة.”
كما أثنى على السلوك الإيماني اليومي الذي شاهده لدى المسلمين في حياته، من حرصهم على الصلاة، إلى مظاهر التواضع والكرم في المجتمعات الإسلامية شمال نيجيريا، مؤكّدًا أن هذه السلوكيات هي التي لفتت انتباهه وجعلته يعيد النظر في كثير من الصور النمطية التي يحملها الغرب عن الإسلام.
وفي لحظة فاصلة من مقاله، كتب إليري: “القرآن كان أقرب إليّ من كثير مما درسته في الكنيسة. وجدت فيه النقاء الذي كنت أبحث عنه، والاتساق الذي افتقدته طويلاً.”
المقال، الذي وصفه كثيرون بـ”النداء الصادق”، لم يعلن فيه الكاتب تحوّله الديني بشكل مباشر، لكنه حمل في طيّاته رسالة واضحة تدعو إلى إعادة التفكير في الصور السائدة عن الإسلام، بعيدًا عن التسييس والتشويه. واختتم إليري مقاله قائلاً: “أدعو كل من يطلب النور أن لا يحكم قبل أن يقرأ، وأن لا يرفض قبل أن يعرف. الإسلام ليس ما يُقال عنه، بل ما يُعاش في ضمير أهله، وما يُكتب في كتابه.”