أفريقيا

في ظل غياب دولي مريب.. “نصرة الإسلام والمسلمين” تقيم كياناً متطرفاً يمتد عبر غرب أفريقيا

في ظل غياب دولي مريب.. “نصرة الإسلام والمسلمين” تقيم كياناً متطرفاً يمتد عبر غرب أفريقيا

في مشهد ينذر بانفجار أمني خطير وسط تجاهل دولي غير مبرر، تواصل الجماعات المسلحة المتطرفة تمددها في قلب القارة السمراء، مستغلة هشاشة الحكومات المحلية في عدد من الدول ذات الغالبية المسلمة، لتقيم واقعاً مرعباً يهدد أرواح المدنيين واستقرار الإقليم.
وبحسب تقارير حديثة، برزت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” كقوة مهيمنة تتفوق من حيث النفوذ على تنظيم القاعدة نفسه، حيث أقامت ما يشبه دولة أمر واقع تمتد من شمال جمهورية مالي إلى حدود جمهورية بنين، متخذة من الشريعة المتطرفة غطاءً لممارساتها القائمة على القمع والعنف والدم.
وكشفت التقارير عن مشاهد صادمة في مناطق انتشار الجماعة، خاصة في بوركينا فاسو، حيث اقتُحمت المساجد والمدارس، وأُغلقت المراكز التعليمية، ونُفذت إعدامات علنية بحق من تجرأ على رفض قوانين الجماعة، في تحدٍّ سافر لحرمة الأرواح وقدسية دور العبادة.
ووفقاً لبيانات نشرها شهيد جاويد، نائب رئيس البنك الدولي السابق ووزير المالية الباكستاني الأسبق، فإن الجماعة مسؤولة عن مقتل نحو 6000 مدني خلال فترة قصيرة، فقط لأنهم رفضوا الامتثال لأحكامها المتشددة. كما حذر من اتساع رقعة انتشارها إلى دول كانت تُعد مستقرة نسبياً، مثل غانا والسنغال وغينيا، ما ينذر بتقويض الأمن في كامل المنطقة.
وفي موازاة ذلك، يشهد الصومال تصاعداً لافتاً في نشاط حركة الشباب بعد انسحاب القوات الأمريكية، حيث أعادت الجماعة سيطرتها على عدة مدن وطردت وحدات الجيش، وسط انشغال حكومي بأولويات داخلية على حساب الأمن القومي.
وشدّد جاويد في ختام تقريره على أن تمدد جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” ليس مجرد صراع محلي أو إقليمي، بل تهديد عالمي حقيقي، قائلاً إن “الإرهاب لا يعترف بالحدود، وإن تُرك ينمو في بيئة من الصمت واللامبالاة، فسيُصدّر فكره الدموي إلى كل مكان دون استثناء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى