إفريقيا تفتح أبوابها للمسافرين المسلمين.. السياحة الحلال تقود المستقبل

إفريقيا تفتح أبوابها للمسافرين المسلمين.. السياحة الحلال تقود المستقبل
تتجه القارة الإفريقية نحو تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة للمسافرين المسلمين، من خلال تطوير مفهوم السياحة الحلال الذي يجمع بين القيم الروحية والثقافية والطبيعة الخلابة. جاء ذلك خلال ندوة إلكترونية نظّمها خبراء في قطاع السياحة، سلطت الضوء على التحول النوعي الذي تشهده إفريقيا في هذا المجال الواعد.
قدّمت هفسا جاهر، مؤسسة شبكة السفر الحلال (Halal Travel Network)، رؤية شاملة لمفهوم السياحة الحلال، مؤكدة أن هذا المفهوم لا يقتصر على تقديم المأكولات الحلال أو توفير أماكن الصلاة فقط، بل يشمل توفير بيئة سفر تراعي الخصوصية الدينية وتحترم الزائر المسلم بروح من التكامل والاحترام، دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في البنية التحتية أو التخلي عن الأسواق القائمة.
وأظهرت الإحصاءات العالمية أن سوق السياحة الحلال تجاوز 300 مليار دولار، مما يفتح آفاقًا استثمارية واسعة أمام الدول الإفريقية. ومن خلال مبادرات بسيطة مثل توفير الطعام الحلال، ومرافق الوضوء والصلاة، وتدريب العاملين على فهم الثقافة الإسلامية، يمكن للقطاع السياحي الإفريقي أن يخطف حصة كبيرة من هذا السوق المتنامي.
وخلال الندوة، استُعرضت نماذج نجاح من عدة دول إفريقية بدأت فعليًا بدمج خدمات السياحة الحلال، مما أسهم في زيادة أعداد الزوار المسلمين، ورفع نسب الإشغال في الفنادق، وتعزيز ولاء العملاء، حتى تحولت بعض المناطق إلى وجهات مفضلة للمسافرين من الشرق الأوسط وآسيا.
وأكدت مخرجات الندوة أن إفريقيا، من المغرب في الشمال إلى كينيا جنوبًا، ومن السنغال غربًا إلى جنوب إفريقيا، تتمتع بفرص استثنائية لتقديم تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الراحة والروحانية، وبين المغامرة والسكينة. وترتبط القارة بتاريخ وثقافة عميقة مع الإسلام، مما يؤهلها لقيادة موجة جديدة من السفر الأخلاقي والمستدام، وجعلها منصة تجمع بين الأصالة والتجديد في عالم السياحة الحلال.