زعماء دينيون وقبليون في جنوب كادونا يجتمعون من أجل السلام: بارقة أمل في نيجيريا المتعددة

زعماء دينيون وقبليون في جنوب كادونا يجتمعون من أجل السلام: بارقة أمل في نيجيريا المتعددة
شهدت مدينة كافانتشان في ولاية كادونا بجنوب نيجيريا اجتماعًا وصفه المراقبون بالتاريخي، جمع بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين وزعماء القبائل، في خطوة استثنائية نحو تعزيز السلم الأهلي وبناء وحدة مجتمعية متماسكة في منطقة لطالما عانت من التوترات العرقية والدينية.
المبادرة جاءت بدعوة من جمعية قادة المسيحيين في جنوب كادونا، بقيادة الواعظ البارز إيمانويل نوهو كوري، وبالتنسيق مع عدد من كبار أئمة المساجد في المنطقة. وقد حضر اللقاء جميع الزعماء التقليديين من مختلف القبائل، ما أضفى على الحدث بعدًا رمزيًا كبيرًا عكس رغبة جماعية في تجاوز مآسي الماضي وفتح صفحة جديدة.
وفي كلمته، شدد كوري على أن المرحلة الراهنة تتطلب “الارتفاع فوق رواسب الانقسامات والصراعات السابقة”، مؤكدًا أن وحدة أبناء جنوب كادونا ليست مجرد خيار، بل “ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات القادمة”، داعيًا الجميع إلى أن يكونوا صوتًا للحكمة وعنوانًا للتسامح.
من جهته، ثمّن أمير الجمعية الإسلامية في المنطقة، محمدو عيسى محمدو الثاني، الجهود المبذولة للتقريب بين المكونات، مؤكدًا أن الحوار بين القادة الدينيين والقبليين هو الطريق الأمثل “لحقن الدماء وصيانة النسيج الاجتماعي”، فيما أشار رئيس بلدة كاجورو، الدكتور أوفواي بونيه، إلى أن هذه المبادرة تعيد بناء الثقة وتضع أسسًا واقعية لسلام دائم.
وأعلن الزعماء التقليديون في بيان مشترك دعمهم الكامل لهذا المسار، مؤكدين التزامهم التام بالمساهمة في نشر ثقافة الحوار ونبذ العنف، واعتبروا أن “ساعة المصالحة قد دقت”، وأن صوت العقل يجب أن يكون فوق كل الاعتبارات الطائفية أو السياسية.
ويرى مراقبون أن هذا اللقاء يشكّل نقطة تحول في مسار العلاقات بين المكونات الدينية والعرقية في جنوب كادونا، وخطوة جريئة باتجاه ترسيخ قيم التعايش والتفاهم، بما ينسجم مع المبادئ الإسلامية والمسيحية التي تدعو إلى إرساء السلم المجتمعي وإطفاء نيران الفتنة.
وفي ظل عالم يشهد تصاعدًا في خطاب الكراهية والتطرف، حملت هذه المبادرة رسالة إنسانية قوية من قلب نيجيريا، تؤكد أن السلام يبدأ من الداخل، وأن الأديان، عندما تعود إلى جوهرها، تكون جسورًا للتلاقي لا حواجز للفرقة.