بالأرقام: ادعاء اليمين المتطرف حول أن 85% من اللاجئين مسلمون لا أساس له من الصحة

بالأرقام: ادعاء اليمين المتطرف حول أن 85% من اللاجئين مسلمون لا أساس له من الصحة
تداولت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا ادعاءات تقول إن 85% من لاجئي العالم مسلمون، مع سؤال متكرر عن سبب عدم لجوئهم إلى الدول الإسلامية وتركهم الدول غير المسلمة فقط. وقد انتشرت هذه المزاعم على نطاق عالمي عبر حسابات محسوبة على اليمين المتطرف وأخرى إسرائـ،ـيلية، مستخدمة صورًا ومقاطع بصرية تروج لخوف الجمهور من “اللاجئين المسلمين المتشددين”.
وتشير تقارير تحقيقية إلى أن هذه المنشورات يُعاد تدويرها باستمرار على منصات مثل “إكس” و”تيك توك” و”فيسبوك”، وغالبًا دون أي دليل أو مصدر إحصائي موثوق، في حملة رقمية منظمة لتغذية خطاب معادٍ للاجئين والمسلمين.
وتكذب البيانات الرسمية هذه الادعاءات، إذ تؤكد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أن إحصائيات اللاجئين لا تُقسم بحسب الديانة، بل وفق بلد المنشأ، وبلد اللجوء، والفئة العمرية، والجنس، والوضع القانوني. وتشير أرقام المفوضية إلى أن خمس دول فقط تستضيف أكثر من ثلث اللاجئين في العالم: كولومبيا (2.8 مليون)، ألمانيا (2.7 مليون)، تركيا (2.7 مليون)، إيران (2.5 مليون)، وأوغندا (1.9 مليون).
ومن بين هذه الدول، تركيا وإيران ذات أغلبية مسلمة، بينما يقدّر عدد المسلمين في أوغندا بحوالي 35%، ما ينفي المزاعم القائلة بأن الدول الإسلامية تتجاهل استقبال اللاجئين.
كما يظهر التوزيع الجغرافي للاجئين أن نحو 67% منهم ينحدرون من خمس دول فقط: فنزويلا (6.5 ملايين)، سوريا (5.5 ملايين)، أوكرانيا (5.3 ملايين)، أفغانستان (4.8 ملايين)، والسودان (2.5 مليون). وهذا يوضح أن موجات اللجوء الكبرى لا تقتصر على الدول المسلمة، إذ تتصدر فنزويلا وأوكرانيا الأعداد رغم كونهما دولاً غير مسلمة، بينما تشمل أسباب اللجوء الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وبحسب تقرير مركز بيو للأبحاث لعام 2024، يبلغ عدد المسلمين المهاجرين حول العالم نحو 80 مليون شخص، أي نحو 29% من إجمالي السكان المقيمين خارج بلدانهم الأصلية، مع بقاء معظم حركة اللجوء داخل المناطق الإسلامية أو المجاورة لها، مثل موجات السوريين إلى تركيا ولبنان، والأفغان إلى إيران وباكستان.
هذه الأرقام تُظهر بوضوح أن الادعاءات المتداولة على منصات اليمين المتطرف مبالغ فيها وتفتقر إلى أي أساس علمي، وتعمل على تضليل الرأي العام وصناعة مخاوف غير مبررة تجاه اللاجئين المسلمين.




