تقرير: العالم يواجه ارتفاعاً حاداً في درجات الحرارة وتهديدات مناخية متزايدة

تقرير: العالم يواجه ارتفاعاً حاداً في درجات الحرارة وتهديدات مناخية متزايدة
أظهر تقرير حديث أن العالم لا يزال يسير على مسار كارثي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.6 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول نهاية القرن، في ظل غياب تعهدات مناخية كافية من الدول للحد من الانبعاثات. وأشار التحديث الصادر عن برنامج تتبع العمل المناخي إلى أن الخطط الجديدة التي قدمتها الحكومات لم تكن كافية لتفادي الاحتباس الحراري العالمي، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى موجات حر شديدة، وطقس متطرف، وأضرار بيئية جسيمة.
ويأتي هذا التقدير بعد أن سجلت انبعاثات الوقود الأحفوري ارتفاعاً بنسبة 1% هذا العام، رغم تباطؤ المعدل السنوي للارتفاع مقارنة بالعقد الماضي. ورغم التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، إلا أن الطلب العالمي على الطاقة ما زال يتجاوز قدرة البدائل النظيفة، مما يزيد من المخاطر المناخية.
وحذر الخبراء من أن ارتفاع الحرارة بهذا المستوى قد يؤدي إلى انهيار الدورة الرئيسية للمحيط الأطلسي، وتدهور طويل الأمد للصفائح الجليدية، وفقدان الشعاب المرجانية، وتحويل غابات الأمازون المطيرة إلى سافانا، مع تداعيات خطيرة على الزراعة والمياه والمناخ في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وذكر التقرير أن درجات الحرارة العالمية ارتفعت فعلياً بمقدار 1.3 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية، ما أدى إلى زيادة شدة العواصف وحرائق الغابات والجفاف، مشدداً على أن استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري من دون سياسات فعالة سيؤدي إلى تفاقم الأزمة.
ويشير التقرير إلى أن التزامات اتفاق باريس للمناخ لم تُنفذ بشكل كامل، حيث لم تقدم سوى حوالي 100 دولة خططاً مناخية جديدة، في حين أن التخفيضات المقترحة غير كافية لوقف الاحتباس الحراري الخطير. ومن المتوقع أن تؤدي هذه السياسات غير الكافية إلى ارتفاع الحرارة بمقدار 2.2 درجة مئوية حتى نهاية القرن، وفق مؤشر متتبع العمل المناخي، وهو ما يُعزى جزئياً إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
ويُبرز التقرير أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد تصل إلى 425 جزءاً في المليون بحلول 2025، مقارنة بـ280 جزءاً في المليون قبل الثورة الصناعية، مما يعكس ضعف أحواض الكربون الطبيعية وتحول بعض الغابات الاستوائية إلى مصادر للغازات الدفيئة.
وخلال مؤتمرات المناخ الدولية، بما في ذلك مؤتمر الأطراف الـ28 في دبي ومؤتمر الأطراف الـ30، تم التأكيد على ضرورة الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري، رغم معارضة بعض الدول الكبرى، فيما تدعم مجموعة الـ77 والصين جهود الانتقال العادل للطاقة النظيفة.
التقرير يحذر من أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات غير مسبوقة سيؤدي إلى تحديات بيئية واجتماعية واقتصادية هائلة، ويضع العالم أمام ضرورة عاجلة لاتخاذ إجراءات حاسمة للحد من الانبعاثات وتحقيق أهداف اتفاق باريس المناخية.




