الإعلام الأمريكي يعترف: الإسلام يُحاسب بمعايير لا تُطبق على ديانات أخرى

الإعلام الأمريكي يعترف: الإسلام يُحاسب بمعايير لا تُطبق على ديانات أخرى
في مقال نشرته صحيفة “دورسيت آي” الإلكترونية، كشف الإعلامي الأمريكي “جيمس فينلايسون” عن ظاهرة انتقاد الإسلام بمعايير مزدوجة، مؤكّدًا أن النقد المعاصر غالبًا ما يركز على آيات القرآن، والسياسات الاجتماعية، وأفعال الجماعات الأصولية، في حين تُغفل كل مظاهر العنف أو التطرف في الديانات الأخرى.
فينلايسون أشار إلى أن القراءات الحرفية للنصوص الدينية تُستخدم لتقديم الإسلام كدين عنيف أو متخلف، مع تجاهل النصوص المشابهة في التوراة العبري، والأناجيل المسيحية، والنصوص الهندوسية التي تحتوي على توجيهات صارمة وأحيانًا دموية. وهذا الانحياز يصنع صورة مشوّهة للإسلام، في حين يُعاد تفسير ديانات أخرى بطريقة معتدلة أو رمزية.
أما على صعيد البُنى الاجتماعية، فالمقال كشف أن انتقاد الأحكام المتعلقة بالمرأة في الإسلام، مثل الحجاب أو الميراث، يُستهدف بشكل خاص، بينما تُغفل السياسات المشابهة في اليهودية الأرثوذكسية، والمسيحية التقليدية، والهندوسية، مما يجعل النقد غير متوازن ويعطي انطباعًا خاطئًا عن الدين الإسلامي.
وينتقل الكاتب إلى ملف الإسلام السياسي والتطرف العنيف، مشددًا على أن تصوير هذا كخاصية فريدة للإسلام هو تضليل. فالتاريخ مليء بالعنف الديني في جميع الديانات: كالحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش، وعنف الميليشيات المسيحية واليهودية والهندوسية ضد الأقليات، مما يثبت أن المشكلة ليست دينًا بعينه، بل سلوك إنساني متكرر عند دمج الدين بالسياسة.
واختتم المقال بتوجيه رسالة واضحة مفادها أن النقد العادل للإسلام لا يعني تجاوز الحقائق أو تجاهل المخاوف المشروعة، بل تطبيق المعايير نفسها على جميع الأديان. فحين يُنتقد التفسير الحرفي للقرآن، يجب بنفس الصرامة دراسة النصوص الدينية الأخرى. وحين تُدان الممارسات الأبوية أو العنف باسم الدين، يجب النظر إلى كل الأديان بنفس العدالة.




