العالم

تقرير أممي: الأطفال يدفعون الثمن الأكبر لصراعات العالم

تقرير أممي: الأطفال يدفعون الثمن الأكبر لصراعات العالم

كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال خلال العام الماضي ارتفعت بشكل غير مسبوق، مسجلة زيادة بنسبة 25 في المئة مقارنة بعام 2023.
التقرير، الذي قدمته نجاة معلى مجيد القائمة بأعمال الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة أمام الجمعية العامة، الثلاثاء، وصف الوضع بأنه “مستويات صادمة”، مؤكدا أن الأطفال أصبحوا الضحية الأبرز للأعمال القتالية وانتهاك القانون الدولي الإنساني وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
أوضح التقرير أن أكبر عدد من الانتهاكات ضد الأطفال التي جرى التحقق منها سجل في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الصومال، نيجيريا وهايتي، كما شهدت لبنان وموزمبيق وهايتي وإثيوبيا وأوكرانيا أكبر نسب زيادة في الانتهاكات.
وأشار إلى أن النزاعات الجارية في إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة، والسودان، وميانمار، وبوركينا فاسو هي الأكثر فتكاً بالأطفال.
بحسب التقرير، جاءت الانتهاكات الأكثر شيوعا بالترتيب: القتل، التشويه، منع وصول المساعدات الإنسانية، تجنيد الأطفال واستخدامهم، إضافة إلى الاختطاف، كما ارتفعت الاعتداءات على المدارس والمستشفيات بنسبة 44 في المئة خلال عام 2024، مع توثيق أكثر من ألفي هجوم، كان معظمها في أوكرانيا وإسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة وهايتي.
التقرير حذر من اتساع نطاق منع وصول المساعدات الإنسانية إلى مستويات مقلقة، موضحاً أن عام 2024 شهد مقتل أكبر عدد من العاملين في المجال الإنساني، بينهم موظفون من الأمم المتحدة، كما حُرم ملايين الأطفال من الخدمات الأساسية بما فيها الغذاء والدواء، وسجلت إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة وأفغانستان وهايتي أكبر عدد من هذه الحالات.
نجاة معلى مجيد أكدت أن “الأطفال يُجوعون ويُشردون ويُقتلون”، مشددة على أن السبيل الوحيد لحمايتهم هو تحقيق السلام والاستقرار الدائمين، كما لفت التقرير إلى جهود انخراط الأمم المتحدة مع أطراف النزاعات لإيجاد حلول، مشيراً إلى أمثلة إيجابية من اليمن وجمهورية إفريقيا الوسطى وأفغانستان والسودان، حيث جرى تسريح أكثر من 220 ألف طفل من القوات والجماعات المسلحة.
يعود إنشاء ولاية الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة إلى عام 1996، عقب تقرير “غراسا ماشيل” الذي كشف حجم الانتهاكات المروعة ضد الأطفال في مناطق النزاع، ومنذ ذلك الحين، أدرجت الأمم المتحدة آلية للرصد والإبلاغ عن الانتهاكات الجسيمة، تشمل ستة أنماط رئيسية: القتل والتشويه، التجنيد والاستخدام، والاعتداء الجنسي، الهجمات على المدارس والمستشفيات، الاختطاف، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، ومع اقتراب الذكرى الثلاثين لهذه الولاية، تؤكد الأمم المتحدة أن حماية الأطفال ليست فقط التزاماً أخلاقياً وإنسانياً، بل شرط أساسي لتحقيق سلام واستقرار دائمين في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى