العالم

تفاوت معاناة المسلمين في الهند: لماذا يواجه المسلمون في شمال البلاد تمييزًا وعنفًا أكثر مقارنة بجنوبها؟

تشهد أوضاع المسلمين في الهند تفاوتًا ملحوظًا بين شمال البلاد وجنوبها، إذ يعاني المسلمون في الشمال من مستويات أعلى من التمييز والعنف مقارنة بأقرانهم في الجنوب، وفقًا لتقارير حقوقية وتحليلات سياسية.
يشير تقرير صادر عن منظمة “مخبر الكراهية الهندي” إلى أن 75% من حوادث خطاب الكراهية الموثقة في العام الماضي وقعت في ولايات شمالية تخضع لحكم حزب “بهاراتيا جاناتا”. هذه الولايات، حيث تسود أيديولوجية “الهندوتفا” المستمدة من منظمة “راشتريا سوايامسيفاك سانج”، تعاني من تصاعد خطاب الكراهية وأعمال العنف ضد المسلمين.
وفي المقابل، تتمتع الولايات الجنوبية مثل كيرالا وتاميل نادو بمشهد سياسي مختلف، حيث تسيطر الأحزاب الإقليمية واليسارية التي تتبنى قيم العلمانية وتدافع عن حقوق الأقليات، مما يسهم في تقليل التوترات الدينية.
وأشار الدكتور سيد إلياس، المتحدث باسم هيئة قانون الأحوال الشخصية للمسلمين لعموم الهند، إلى أن جنوب الهند يشهد تأثيرًا قويًا للحركة الدرافيدية التي أسسها المصلح بيريار. هذه الحركة تعزز العلمانية والمساواة الاجتماعية، ما أدى إلى رفض أيديولوجية “الهندوتفا” في الجنوب.
وأوضح إلياس أن الحركة الدرافيدية وقفت بقوة ضد الطبقة البراهمية التي يمثلها حزب “بهاراتيا جاناتا” في نظر العديد من سكان الجنوب. وأضاف أن المسلمين والهندوس غير البراهمة في الجنوب يتحدون تحت راية هذه الحركة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة. ويلعب التعليم دورًا حاسمًا في التفاوت بين الشمال والجنوب. وفقًا لتقرير “لجنة ساشار” الصادر عن الحكومة الهندية عام 2006، يعاني المسلمون في الشمال من نقص كبير في فرص التعليم مقارنة بنظرائهم في الجنوب. ويعود ذلك إلى عوامل تاريخية مثل هجرة المسلمين المتعلمين إلى باكستان بعد تقسيم الهند عام 1947، بالإضافة إلى التمييز المؤسسي وقلة دعم الحكومات المحلية.
وأشار آلور شاه نواز، نائب الأمين العام لحزب “ويدودالاي تشروتايكال”، إلى أن المستوى التعليمي والوعي السياسي الأعلى في الجنوب أسهما في خلق بيئة أكثر عدالة ورفضًا للتمييز ضد المسلمين.
ويتهم منتقدو حزب “بهاراتيا جاناتا” الحكومة باتباع سياسات تمييزية تستهدف المسلمين، مثل مشروع قانون الوقف الذي يهدد ممتلكات المسلمين، والدعوات لإلغاء قانون أماكن العبادة الذي يحمي مواقع العبادة من التغيير.
وفي مواجهة هذا الوضع، يلجأ المسلمون في الشمال إلى التصدي للتمييز من خلال الإجراءات القانونية والاحتجاجات ودعم أحزاب المعارضة التي تُعتبر أقل طائفية مقارنة بحزب “بهاراتيا جاناتا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى