وفد من وكلاء ومقلدي المرجع الشيرازي يزور السفير الإيراني في الدنمارك ويبحث معه اعتقال السيد الشيرازي
قام وفد من وكلاء ومقلدي سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي “دام ظله” بتقديم بيان ومذكرتي إحتجاج واستنكار باللغة العربية والفارسية إلى السفير الايراني مرتضى مراديان في مقر السفارة الإيرانية بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، حول موضوع إعتقال آية الله السيد حسين الشيرازي.
قام وفد من وكلاء ومقلدي سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي “دام ظله” بتقديم بيان ومذكرتي إحتجاج واستنكار باللغة العربية والفارسية إلى السفير الايراني مرتضى مراديان في مقر السفارة الإيرانية بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، حول موضوع إعتقال آية الله السيد حسين الشيرازي.
وضم الوفد كل من سماحة الشيخ عبدالامير الخفاجي وسماحة الشيخ عبد الحسن الاسدي والشيخ أبو منتظر والسيد مهدي الموسوي، بالتنسيق مع الحاج نوماس الكعبي.
وذكر سماحة الشيخ الاسدي للسفير الايراني تداعيات الازمة الراهنة وأسبابها، مبينا إن الاسرة الشيرازية منذ سنين تعاني من ضغوطات مستمرة من قبل النظام الإيراني ومن المخابرات الإيرانية خاصة، ولكن ازدادت هذه الضغوطات حدةً منذ خمس سنوات تقريبا حيث قام بعض الشخصيات المرتبطة بالنظام الإيراني وعلى رأسهم المدعو محسن الأراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، وعضو مجلس القيادة الإيراني السابق وعضو حزب الدعوة العراقي ، إذ قام بالتهجم الصريح عَـلَـىٰ شخص المرجع الشيرازي “دام ظله” واتهامه بالعمالة للانجليز.
واضاف الاسدي، والمفارقة إن هذا الشخص نفسه حاصل على شهادة الدكتوراه من إنجلترا ويحمل الجنسية البريطانية ويتهم الاخرين بالعمالة، وقد استنفر هو ومن علَـى شاكلته كل ثقلهم بشن حملة مركزة على شخص المرجع الشيرازي عبر وسائل الاعلام والمؤتمرات واللقاءات الصحفية في داخل ايران وخارجها، والمرجعية الشيرازية تغض النظر وتتبع سياسة الصبر والتحمل وكظم الغيظ ولكن دون توقف من الاخرين.
واشار، “وفي الاشهر القليلة الماضية تحدث سماحة آية الله السيد حسين الشيرازي في أحد بحوثه العلمية حول نقطة فقهية ترتبط بولاية الفقيه والاختلاف الفقهي حول هذه المسألة، ومؤدى تطبيقها العملي على الارض من قبل البعض بشكل يتم من خلاله إسكات إي صوت غير صوت ولي الفقيه وسلب حرية الجميع، وناقش هذه النظرية من جوانبها المتعددة مع تلاميذه كبحث فقهي ورأي من الاراء المطروحة عَـلَـىٰ الساحة الايرانية”.
وتابع، “وتناقلت الكلمة وسائل الاعلام المتعددة التي ترتبط بمرجعية السيد الشيرازي، حيث أثارت المحاضرة حفيظة البعض قائلا: من اين لهم هذه الإمكانيات الاعلامية؟ وهم يعلمون جيدا أن إنشاء فضائية في هذا الوقت أصبح يسيرا بجمع التبرعات من قبل الخييرين المهتمين لنشر ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) وأن كل من يريد إنشاء فضائية يمكنه ذلك والمجال مفتوح له واهل الخير كثر في العالم، وعلى أثر ذلك تم استدعاء سماحته للمحكمة الخاصة برجال الدين التابعة لوزارة المخابرات الإيرانية بحجة أن كلامه يمس القيادة الإيرانية مع أن كلامه كان عاما وبحثا فقهيا ورأيا حرا في زمن انعدمت فيه الحريات”.
واردف، “فذهب إليهم وبقي هناك لمدة سبع ساعات للتحقيق والغريب في الامر إن هذه الدائرة الخاصة برجال الدين إدّعت فيما بعد بأنه لم يستجب لاستدعائها، إذن كيف تمكن من السفر للكويت بعد هذا التاريخ الذي تم استدعائه فيه، فلو أنه لم يحضر على موعد الإستدعاء عند المخابرات فبطبيعة الحال في مثل هكذا امور يعمم إسمه على المنافذ الحدودية ويمنع من السفر ، فكيف تمكن من السفر لو كان ممنوعا ؟، هذا يدل على انه قد استجاب لإستدعائهم، ولكن بعد سفره ورجوعه من الكويت قاموا بإعتقاله بعد أيام بطريقة مستهجنة وسط الشارع وأمام الناس”.
وبين الشيخ الاسدي، “وحرصاً منا عَـلَـىٰ وحدة الصف لازلنا نهدّئ الشباب والمقلدين بعدم القيام بأي عمل أمام السفارة ، ولكن كما تعلمون لصبرهم حدود ولتهدئتنا وقتها ولن نعدكم بإستمرارها”، مطالبا السفير “نطلب منكم أن تبلغوا إحتجاجنا عَـلَـىٰ هذا التصرف المشين بحق السيد حسين الشيرازي، وتطلبوا من قيادة دولتكم إطلاق سراح سماحته قبل تفاقم الأمور وخروجها عن السيطرة وحدوث فتنة داخل الصف الشيعي في كل مناطق العالم، والتي لا تحمد عقباها وتسيء للجميع دون إستثناء وخاصة إلـىٰ سمعة الحكومة الايرانية التي يجمعنا معها حب أهل البيت (عـلَـيـهـم السلام)” .
من جهته رحب السفير الإيراني بالوفد المرجعي وشكرهم علَى موقفهم هذا وقدومهم وحسن أخلاقهم وتعقلهم، كما أبدى قلقه الشديد لما يحصل من تداعيات هذه الازمة ، قائلا “أنا منذ اليوم الأول للإعتقال وفور وصول الخبر لي من الإخوة ، أتابع الأمر مع طهران بقلق وحرص شديد لحل القضية بأسرع وقت، لأن همكم همنا أيضا، والعدو يتربص بنا جميعا كما ذكرتم وخاصة لما تمر به الجمهورية في مرحلة حرجة من تأليب الأعداء ضدها من قبل الكثير من الدول”.
واضاف، “لذا سأبلغ رسالتكم هذه بعد الإنتهاء من اللقاء إلى قيادة دولتي ومقاماتها وسأحرص علَى أن أساهم في حل هذه الأزمة عاجلا، وأنا مثلكم أرفض أن يهان أي رجل دين بهذه الطريقة لأني شخصيا رجل حوزوي وأعرف خطورة الموقف، وأن اهانة العمامة خطأ كبير، كما وأتفهم هذا الهمّ المشترك، لذلك سأسعى قدر استطاعتي وبما يمكنني وحسب صلاحياتي المتاحة في مثل هذه الامور، وسأخبركم بالمستجدات عبر بعض الاخوة”.