بمقاربة حضارية شاملة.. أستاذ بجامعة ميشيغان يعيد كتابة تاريخ الإسلام
بمقاربة حضارية شاملة.. أستاذ بجامعة ميشيغان يعيد كتابة تاريخ الإسلام
في تطوّر علمي مثير يُعيد رسم خريطة فهم الغرب للإسلام، صدر حديثًا الإصدار الثالث من الكتاب الشامل “الإسلام من منظور تاريخي” للبروفيسور ألكسندر كنيش، أحد أبرز الباحثين في الفكر الإسلامي المعاصر، والأستاذ بجامعة ميشيغان والمدير الأكاديمي لمشروع الدراسات الإسلامية بجامعة سانت بطرسبرغ.
يقع الكتاب في أكثر من 640 صفحة توزعت على 24 فصلًا، ويُعدّ مرجعًا أكاديميًا متقدمًا يتناول الإسلام ليس فقط كدين، بل كقوة حضارية وروحية أثّرت في التاريخ والسياسة والفكر والفن. ويُميز هذا الإصدار بنية محكمة وأدوات تعليمية وتربوية، إضافة إلى تحليل عميق لتاريخ الإسلام من نشأته وحتى تحديات العصر الحديث.
الكتاب الذي وصفه خبراء بأنه “إنجاز حضاري” و”عمل تحليلي متقن” يعيد تعريف مقاربات دراسة الإسلام، إذ يعرض خمس مناهج رئيسية تفسّر الظاهرة الإسلامية: من المنهج الكلي والجزئي، إلى الوظيفي، والبراغماتي، والحضاري، مستلهمًا روح المؤرخ الكبير مارشال هودجسون.
هذا وقد توقف كنيش مطولًا عند سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله، متناولًا تمثيلها في الغرب بين الرواية الأكاديمية والجدل اللاهوتي، ويناقش بدقة كيف شوهت بعض القراءات الغربية الحديثة شخصيته ومكانته من خلال إسقاطات تاريخية واستعمارية.
يشار إلى أن هذا الكتاب يُعد نافذة حقيقية لفهم الإسلام من الداخل، متجاوزًا الصور النمطية والاختزال السائد في الإعلام والأوساط الأكاديمية الغربية، ومقدّمًا الإسلام كمنظومة فكرية وروحية متكاملة شكّلت وجدان حضاراتٍ بأكملها.
