في الأوّل من ذي القعدة يُزهر بيت الوحي والرسالة بولادة سليلة الطهر والعفاف
أغسطس 18, 2015
277 2 دقائق
ما إنْ حلّ اليوم الأوّل من شهر ذي القعدة الحرام لسنة مائة وثلاثة وسبعين من الهجرة النبويّةِ الشريفة
ما إنْ حلّ اليوم الأوّل من شهر ذي القعدة الحرام لسنة مائة وثلاثة وسبعين من الهجرة النبويّةِ الشريفة حتّى وُلد في المدينة المنوّرة برعمٌ من الشجرة النبويّة المباركة، ذلك هو السيدة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق(عليهم السلام) المعروفة بـ”المعصومة”، فزهر بيتُ الوحيِ والرسالة بهذه المولدة التي لقّبها جدّها الصادق(عليه السلام) قبيل ولادتها بكريمة أهل البيت، وابتهجت قلوبُ البيت النبويّ الشريف وهي ترى غُرّتها تشعّ نوراً وهدىً وشرفاً وكرامة.
نشأت السيّدة المعصومة تحت رعاية أخيها الإمام الرضا(عليه السلام)، لأنّ هارون العباسي أودع أباها عام ولادتها السجن، ثمّ اغتاله بالسمّ عام 183هـ، فعاشت مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا(عليه السلام) وورد أنّ أخاها الإمام الرضا(عليه السلام) قد لقّبها بـ”المعصومة”، كما ورد أنّ جدّها الإمام الصادق(عليه السلام) لقّبها بـ”كريمة أهل البيت” قبل أن تلدها أمّها السيّدة تكتم وهي جارية.
اكتنفت السيّدة المعصومة -ومعها آل أبي طالب- حالةٌ من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا(عليه السلام) منذ أن استقدمه المأمون إلى خراسان، فقد كانوا في خوفٍ بعدما أخبرهم الإمام الرضا(عليه السلام) أنّه سيستشهد في سفره هذا إلى طوس، فشدّت الرحال عازمةً على لقائه(عليه السلام).
فرحلت السيّدة المعصومة مقتفيةً أثر أخيها الرضا(عليه السلام) والأمل يحدوها في لقائه حياً، لكنّ وعثاء الطريق ومتاعب السفر اللذين لم تعهدهما أقعداها عن السير فلزمت فراشها مريضةً مُدنَفة، ثمّ سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم -وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوة- فقيل لها أنّها تبعد عشرة فراسخ، أي (70 كم)، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم.
حُمِلَت السيّدة المعصومة إلى مدينة قم وهي مريضة، فلمّا وصلت استقبلها أشراف قم، وتقدّمهم موسى بن خزرج بن سعد الأشعري، فأخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله، وكانت في داره حتّى تُوفّيت بعد سبعة عشر يوماً فأمر بتغسيلها وتكفينها وصلّى عليها ودفنها في أرضٍ كانت له، وهي الآن روضتها.
وظهرت للسيّدة فاطمة المعصومة كرامات كثيرة، نقل بعضها مؤلّف كتاب (كرامات معصومية)، ولزيارتها فضلٌ كبير وأجرٌ عظيم.
1- عن سعد بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام) قال: سألته عن قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر(عليهم السلام) فقال: (من زارها فله الجنّة).
2- قال الإمام الجواد(عليه السلام): (من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة).
3- عن سعد عن الإمام الرضا(عليه السلام) قال: (يا سعد، عندكم لنا قبر) قلت له: جُعِلْت فداك، قبرُ فاطمة بنت موسى؟ قال: (نعم.. من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة).
4- قال الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ لله حَرَماً وهو مكّة، وإنّ للرسول(صلى الله عليه وآله) حَرَماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين(عليه السلام) حَرَماً وهو الكوفة، وإنّ لنا حَرَماً وهو بلدة قم، وستُدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنّة).