مكتب المرجع الشيرازي يوزع 80 طنًا من الفحم الحجري في مزار شريف لدعم الأسر المحتاجة

في ظل موجة البرد القارس التي تضرب أفغانستان، أطلق مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، في مدينة مزار شريف، المرحلة الرابعة من مشروعه الإغاثي لتوزيع وقود التدفئة على الأسر المحتاجة، وذلك لمساعدتها على مواجهة تداعيات الشتاء القاسي وارتفاع أسعار الوقود.

وذكر المكتب في بيان تلقته “وكالة أخبار الشيعة” أن عملية التوزيع، التي جرت يوم السبت السادس عشر من شهر شعبان المعظم 1446هـ، تزامنت مع الأيام المباركة لميلاد الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، حيث تم توزيع 80 طنًا من الفحم الحجري على 400 عائلة متعففة تضم الأرامل والأيتام والمحتاجين، بمعدل 200 كيلوغرام لكل عائلة.

وأضاف البيان أن هذه المبادرة تأتي استجابة لتوجيهات المرجع الشيرازي التي تؤكد على ضرورة دعم الفئات الأكثر تضررًا، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وتشهد أفغانستان، لا سيما العاصمة كابول ومدن أخرى مثل مزار شريف، ارتفاعًا حادًا في أسعار الوقود، حيث ارتفع سعر الغاز المسال من 45 أفغانيًا إلى 65 أفغانيًا للكيلوغرام منذ بداية الشتاء، مما جعل وسائل التدفئة المنزلية بعيدة المنال لكثير من الأسر. وأدى ذلك إلى تفاقم المعاناة، إذ اضطرت العديد من العائلات للعيش في منازل غير مدفأة، ما يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا، خصوصًا على الأطفال وكبار السن.

وتشير تقارير برنامج الأغذية العالمي إلى أن الأسر الأفغانية تواجه خيارات صعبة بين شراء الوقود للتدفئة أو توفير الطعام، مما يعكس حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة، حيث يُقدَّر أن نحو 23 مليون شخص في أفغانستان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية بحلول عام 2025.
ويعد مشروع توزيع الفحم الحجري في مزار شريف خطوة مهمة لتخفيف معاناة العائلات المتضررة، إذ يوفر وسيلة أساسية للتدفئة في ظل شتاء قاسٍ يزيد من أعباء الحياة اليومية. ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحة إلى تدخل دولي أكثر شمولًا لدعم الشعب الأفغاني في مواجهة محنته الاقتصادية والإنسانية المتزايدة.