مؤسسة الامام الشيرازي العالمية تصدر بيانا بمناسبة عيد الفطر المبارك
اصدرت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بيانا بمناسبة عيد الفطر المبارك اشارت فيه الى عدد من القضايا التي تمس الدين الاسلامي.
اصدرت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بيانا بمناسبة عيد الفطر المبارك اشارت فيه الى عدد من القضايا التي تمس الدين الاسلامي.
وقالت المنظمة في بيان تلقته وكالة شيعة يفز، انّ “مؤسسة الامام الشيرازي اذ تنتهز فرصة حلول عيد الفطر المُبارك الذي جعله الله تعالى للمسلمين عيدا ولمحمد (صلى الله عليه واله) ذخرا وشَرفاً ومزيدا، تود ان تُشيرُ الى القضايا التالية وتبعث بشأنها ثلاث رسائل”؛
الاولى؛ الى علماء الامّة ومفكريها والى اصحاب الاقلام الحرة؛
انّ نشر علوم مدرسة اهل البيت “عليهم السلام” في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الامّة التي يُتَّهم دينها بالعنف والارهابِ جرَّاء الجرائِم البشِعة التي يرتكبها الارهابيّون ضد الانسانيّة في كل مكان وباسم الدِّين الحنيف وباسم رسول الله “صلى الله عليه وإله”، انّ نشر علوم هذه المدرسة الحقة التي تمثل الاسلام المحمدي الأَصيل واجب ديني وأخلاقي وتاريخي مهم جدا، لاعادة الروح الى القيم السّماوية الحقيقيَّة والى التَّاريخ الحقيقيِّ للمسلمين والذي لا يمكن ان نجده الّا في هذه المدرسة وأئمتها ورموزها وسيرتهم ومسيرتهم.
وكما قال المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي “دام ظله”: ان هذا القرن هو قرن أمير المؤمنين “عليه السلام”.
فينبغي ان يهتم الجميع بنشر ثقافة مدرسته “عليه السلام” وبيان اسلوب حكومته وكيفية استيعابه للموافق والمخالف، واعطائه الحرية للمعارضة السياسية وتقديم العون للجميع، حتى انه لاسجين سياسي واحد في دولته، ولا كبت للحريات العامة، ولافقر في المجتمع.
الثَّانية: الى المسلمين؛
فما تمر به الامّة من فقر مدقع ومشاكل سياسية وكبت الحريات من جهة، واحتراب طائِفيٌّ وتجييش عنصري ضدَّ بعضها والذي سالت بسببهِ دماء وانتُهكت أعراض ودُمرت مدن وحضارات ومدنية وتاريخ من جهة اخرى، يبعث على الاسف والاسى، فهل هذه هي أمةٍ محمد “صلى الله عليه وآله” التي يصفها القران الكريم بقولهِ تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}؟! هل هذه هي الامّة التي أرادَ ان يبنيها رسول الله “صلى الله عليه وآله” والتي يقول عنها الله تعالى {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ}؟!.
للاسف الشّديد فلقد اضاع المسلمون روح القران الكريم التي تتجلّى في الآيات الكريمةِ التي يسميها المرجع الراحل الامام الشيرازي “قدس سِرُّه” بآيات البِناء الحضاري ومنها قوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقولهُ تعالى {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.
ينبغي العودة الى هذه الآيات لاحيائها في نفوس الامّة لتتمكن من اعادة صياغة شخصيتها بين امم العالم من جديد، لتعود سيدة نفسها تتعامل مع الامم الاخرى على قاعدة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
الثَّالثة: الى حكام البلاد الاسلاميّة؛
الى متى تظلّ شعوبِنا ضحيَّة الصّراعات السّياسية التي تجيِّش من اجلها اموال البلاد الاسلاميّة فتبددها في حروب عبثيّة لم تنتج الّا الدّمار والخراب والتخلُّف والمرض؟! فيما تعيش أغلبية شعوبِنا تحت خط الفقر، وبلادنا عالة على الاخرين تستورد منهم كل شيء ولا تنتج شيئا حتَّى تحوَّلت الامّة بكاملها الى أمة مستهلكة؟!”.
واضافت “انّنا ندعو حكام بلاد المسلمين الى تحكيم المصالح العليا للأمة لاعادة النَّظر في السّياسات العامة المتبعة! بِما يضمن:
١/ احترام حقوق الانسان.
٢/ مبدأ تكافُؤ الفُرص.
٣/ العدالة والمساواة والغاء كافة انواع التّمييز.
٤/ خلق فرص العمل خاصَّةً للنشء الجديد.
٥/ اعادة النَّظر في المناهج التّعليمية والتربويّة بما يُحقِّق ثقافة السّلم والتَّعايش للقضاءِ على ظاهرة العُنف والارهاب التي مصدرها الكراهيّة والغاء الاخر.
٦/ خلق الارضيّة اللّازمة والمناسبة لتحقيق المشاركة الحقيقيَّة للمجتمع في الشّأن العام، وفِي عمليَّات الإعمار والبناء والاستثمار والتّنمية المستدامة”.