المرجع الشيرازي: مكتبة التاريخ تفتقد لموسوعة حول حضارة الشيعة
قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في حديثه مع الدكتور والشاعر الأستاذ “جودت القزويني” الذي قام بزيارة بيت سماحته بمدينة قم المقدّسة، برفقة وفد من الفضلاء من لبنان، ان ثلاثة أمور تزيد من عزم الإنسان، وهي، الطلب من الله عزّ وجلّ يومياً ودائماً، والتوسّل بأهل البيت الأطهار “صلوات الله عليهم” يومياً ودائماً، والإرادة.
قال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في حديثه مع الدكتور والشاعر الأستاذ “جودت القزويني” الذي قام بزيارة بيت سماحته بمدينة قم المقدّسة، برفقة وفد من الفضلاء من لبنان، ان ثلاثة أمور تزيد من عزم الإنسان، وهي، الطلب من الله عزّ وجلّ يومياً ودائماً، والتوسّل بأهل البيت الأطهار “صلوات الله عليهم” يومياً ودائماً، والإرادة.
من جانبه قال الدكتورالقزويني، سيّدنا أعرض عليكم كلمة، هي كم ترك الأول للآخر؟ وأنت منهم فحاول على المزيد، فنحن نرى وجود كتاب باسم (التمدّن الإسلامي) لجرجي زيدان، بينما المكتبة الشيعية ومنذ ألف وأربعمائة عام، تفتقد مثل هذا الكتاب عن الشيعة.
وأوضح سماحته، قبل فترة قرأت خبراً أنه عثروا في قاع إحدى البحار، على كيس فيه نقود قديمة، ووجدوا محكوكاً عليها العبارة التالية “لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، عليّ وليّ الله” واحتملوا أن هذه النقود هي من مسكوكات الدولة الفاطمية في مصر، وهذا واحد من ألوف وألوف وألوف من حضارة الشيعة.
واضاف سماحته، “أذكر لكم، أنه أيام المرحوم والدي جاء إلى كربلاء رجل شيعي أندونيسي، وكان اسمه “محمد أسد شهاب”، أي قبل قرابة أكثر من ستين سنة، فشجّعه والدي على العلم والثقافة، وتصدّى لهذا الأمر المرحوم السيد “كاظم القزويني” الخطيب المعروف، فجمع الكتب لمحمد شهاب ليأخذها معه إلى أندونيسيا، وبعد فترة بعث السيد كاظم القزويني الشيخ “محمد رضا الجعفري” إلى جاكارتا، وأسّس فيها مكتبة شيعية، وبتشجيع من المرحوم أخي السيد محمد، كتب محمد أسد شهاب كتاباً أسماه “الشيعة في أندونيسيا” وطُبع في زمانه، وكان مما كتبه شهاب في هذا الكتاب، هو ان المساجد القديمة في أندونيسيا، أي قبل ألف سنة، كان مكتوب على أحجارها أسماء المعصومين الأربعة عشر “صلوات الله عليهم أجمعين” وهذا يعني انّ أندونيسيا كانت شيعية وصارت شيعية على يد الشيعة.
وشدّد سماحته بقوله للسيد القزويني، الشيعة لهم تاريخ كثير وكثير، لكنه مبعثر، ويحتاج إلى من يوثّقه، وهذا يعني جنابكم أنتم، فحاول أن لا يسبقكم إليه غيركم. فحاول أن تكتب حول (حضارة الشيعة في التاريخ) ولكن بعيداً عن السياسة، وليس ككتاب جرجي زيدان.
وبيّن سماحته: إنّ السيد محمد سعيد الطريحي، خصّص أحد أعداد مجلة الموسم الفصلية، حول الشيعة في الهند، وكان هذا العدد في ألف صفحة، فلا تدعوا هذه الفرصة تفوتكم، فمنذ أكثر من ألف عام، يفتقد التاريخ في مكتبة الشيعة كتاباً حول (حضارة الشيعة في التاريخ) علماً انّ بناة حضارة الشيعة هم الأئمة المعصومين “صلوات الله عليهم”.
وبين سماحته، إنّ لبنان يحتاج إلى من ينهض بالشيعة فيه فكرياً وتاريخياً، فلبنان كان فيه الفحول والكبار من العلماء مثل الشيخ “محمد تقي صادق” الذي رأيته أنا وجلست معه، وكان الشيخ صادق شخصية عظيمة، حيث انّ رئيس جمهورية لبنان حينها “شارل حلو” وهو مسيحي، كان يقبّل يد الشيخ صادق، ولم يقبّل يد كاردينال لبنان، والكاردينال بالمسيحية يعني الأب الثاني الروحي والديني من بعد البابا ويأتي بالمرتبة الثانية من بعده.
واضاف سماحته، كما كان من كبار العلماء في لبنان الشيخ “محمد جواد مغنية”، والشيخ “محمد عيّاد” أحد أركان الوجود الشيعي في بيروت الغربية حينها.
وأكّد سماحته: لبنان المستقبل بحاجة أكثر إلى أمثال اولئك الكبار من العلماء. فحاول أن تكون أنت أحدهم، وأن تربّي أمثالهم في المستقبل، وهذا العمل بحاجة إلى ثلاثة أمور، هي، التعبئة العلمية الشاملة، والتقوى الحقيقية، والأخلاق الفاضلة الواسعة على أسلوب أهل البيت “صلوات الله عليهم” فبهذه الأمور تنال التوفيق، وإلاّ فالحياة تنتهي بلا توفيق، فاعزم على ذلك.
واختتم دام ظله، إنّ الشيعة عندهم مصابيح، فعلى كل واحد منهم أن يقوم بدوره في هذا المجال.
هذا، وخلال هذه الزيارة أهدى السيد “جودت القزويني” نسخة من تأليفه الجديد لسماحة المرجع الشيرازي “دام ظله” وهو موسوعة “الروض الخميل”.
جدير بالذكر، أنّ السيد جودت القزويني هو من أحفاد آية الله العظمى السيد “مهدي القزويني” قدّس سره الذي كان من مراجع التقليد البارزين في العراق، والسيد “جودت القزويني” هو خريج قسم أصول الدين من جامعة بغداد، وخريج الإلهيات من كلية القاهرة، وخريج كلية الدراسات الشرقية والأفريقية من جامعة لندن.