المرجع الشيرازي مخاطباً أهالي كربلاء المقدّسة: اعرفوا قدر كربلاء واعملوا وفق ما يناسب شرفها وعظمتها
زار عدد من طلبة العلوم الدينية من مدينة كربلاء المقدّسة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة في الثامن من شهر ذي القعدة الحرام1437للهجرة (12/8/2016م)، واستمعوا إلى إرشاداته القيّمة.
زار عدد من طلبة العلوم الدينية من مدينة كربلاء المقدّسة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة في الثامن من شهر ذي القعدة الحرام1437للهجرة (12/8/2016م)، واستمعوا إلى إرشاداته القيّمة.
قال سماحته دام ظله: قبل قرابة أكثر من مائتين وستين سنة كان في كربلاء طالب من طلبة العلوم الدينية كأمثالكم، وهو السيد نصر الله الحائري. فقد كان طالباً ثم صار مدرّساً في حرم الإمام الحسين صلوات الله عليه، وكان يدرّس العقائد والأخلاق والفقه وأصول الفقه. وكان عالماً وشاعراً، وله ديوان مطبوع باسمه. والسيد مهدي بحر العلوم الكبير هو تلميذ تلميذ السيد نصر الله، أي ان بعض أساتذة السيد بحر العلوم كانوا من تلاميذ السيد نصر الله الحائري.
وأضاف سماحته: ولهذا السيد الدليل قصيدة في مدح تراب كربلاء المقدّسة، وفيها بيت يقول فيه:
أقدام من زار مغناك الشريف غدت تفاخر الرأس منه طاب مثواك
وهذا البيت وحده صار معتركاً لعظماء الأدباء والمجتهدين بعده. فإن أشرف مكان في كل إنسان وأرفعه هو رأسه، أما القدم فهي الأقل شأناً لأنها التي تحمل البدن وتنقّله، أما مركز الفكر والإرادة فهو الرأس؛ ولكن الشاعر هنا يقول: أن أرض كربلاء أرض من زارها فاخرت أقدامه الرؤوس، لأنها وطئت هذه التربة الطاهرة. وكان عجز البيت هكذا: تفاخر الرأس منه طاب مثواكِ. ولكن بعض الشعراء عدّلها إلى: تفاخر الرأس منه حين وافاكِ. وعرض التعديل على السيد بحر العلوم فأمضاه وقال: هو أحسن. فيكون المعنى: مجرد أن يوافي الزائر كربلاء وتلامس أقدامه هذه التربة الطاهرة ينال شرفاً عظيماً حتى أن قدميه تفاخر الرأس وتتباهى بالشرف الذي حظيت به!
وأردف سماحته: ومما هو مقصود في كلمة (مغناك) هو غنى النفس، وغنى العقل، وغنى الروح، وغنى الدين. فإذا كان هذا حال الذي يوافي كربلاء فكيف بمن يقيم فيها؟ لاشك إنه شرف عظيم ينبغي الالتفات إليه والعمل وفقه وبما يتناسب معه.
وأكّد سماحة المرجع الشيرازي دام ظله مخاطباً الضيوف الكرام: أنتم تعيشون على هذه الأرض، فاعرفوا قدرها. وعليكم التحلّي بالأمور الثلاثة التالية:
الأول: الإيمان.
الثاني: العلم.
الثالث: الأخلاق.
كما عليكم أن لا تتأخّروا عن الركب الرفيع الذين عاشوا في كربلاء قبلكم.