مرة جديدة تقدم السلطات الحاكمة في ما يطلقون عليه تسمية المملكة العربية السعودية على تنفيذ جريمة كبرى بإقدامها على اعدام فضيلة الشيخ نمر النمر ، لا لسبب إلا لأنه صدح بكلمة الحق بوجه سلطات جائرة لا تسمح لرعاياه بأدنى حقوقهم الإنسانية والدينية والمدنية.
إن ما يضاعف النتائج السلبية المترتبة على هذه الجريمة والتي سيتحمل مسؤوليتها الحكام المتسلطون هي محاولتهم الإساءة المعنوية للشهيد الراحل بمقارنته مع مجموعة من المجرمين القتلة المتفلتين على من رعاهم من حكام الجور بإظهاره واحدا من هؤلاء الذين تم الإعلان عن اعدامهم.
إن اعدام الأبرياء في ذكرى ولادة نبي الإنسانية العظيم مع مجرمين لا يخفف من تلك الجريمة بقدر ما يضاعف من نتائجها ويكشف عن مستوى الانحطاط الذي أصاب أولئك الحكام، ويدلل على مستوى الفساد الخلقي والمسلكي الذي وصل اليه أولئك ، الذين لن يفلتوا من العقاب عاجلا أو آجلا، وستتحول تلك الدماء البريئة الى كابوس يلاحق القتلة ووصمة عار تلطخ جبينهم مدى الدهر، تضاف الى سجلهم التاريخي البائس، وقد وصف الله جريمتهم بقوله عز وجل.(مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَميعا)