المرجعية

من الذاكرة

 في مثل هذه الايام المرجعية الشيرازية تدحر الاستعمار البريطاني (صور ووثائق)

 

 

 في مثل هذه الايام المرجعية الشيرازية تدحر الاستعمار البريطاني (صور ووثائق)

في مثل هذه الأيام وبالضبط في يوم العشرين من شهر ربيع الثاني عام 1337 للهجرة النبويّة أصدر الإمام الشيخ محمّد تّقي الشيرازي “قدّس سرّه” فتواه (الصاعقة) التي زلزلت أركان الاستعمار البريطاني الظالم، الذي كان يحاول وبمراوغة مقيتة التدليس على الشعب العراقي الواعي والصامد، تحت غطاء الانتخابات وتزويرها، حتى يتسنّم وباسم الحرية زوراً عرش العراق.

 حيث نشر الاستعمار البريطاني في أرجاء العراق انه يريد إعمار العراق ومساعدة الشعب في النهوض به إلى المصالح الشاملة والأفق السعيد. وقد تصدّى الإمام الشيرازي لهذه المراوغة بالفتوى.

 

نص الفتوى: 

بسم الله الرحمن الرحيم ليس لأحد من المسلمين أن ينتخب غير المسلم للإمارة والسلطنة على المسلمين

وكانت هذه الفتوى الرصاصة الروحية الأولى التي انطلقت إيذاناً بالجهاد، والدعوة إلى الثورة، وقد طبعت منها عشرات الآلاف من النسخ ووزّعت في كل مدينة وقرية، وفي كل دار وكوخ مما أحدثت هزّة وطنية في قلوب العراقيين، وأصابت السياسة البريطانية نكسة أذلّت الحاكمين الإنجليز ومن بعدهم أذنابهم، الأذناب الذين تاب الكثيرون منهم ورجعوا إلى آية الله الشيرازي يستغفرون عمّا سلف من ذنوبهم.

 

مجلس قيادة الثورة:

أسّس الإمام الشيرازي “قدّس سرّه الشريف” على أعقاب الفتوى مجلساً لقيادة الثورة، يستشيرهم وينقل بواسطتهم أوامره للمجاهدين، وكان فيهم العلماء الأعلام التالية أسمائهم:

1. الشيخ محمد رضا الشيرازي النجل الأكبر للإمام الشيرازي.

2. السيد محمد علي هبة الدين الشهرستاني.

3. الميرزا أحمد الخراساني، نجل المحقّق الأصولي الكبير (الآخوند).

4. السيد أبوالقاسم الكاشاني.

5. الشيخ مهدي الخالصي. قدّست أسرارهم.

 

تعبئة الرأي العام للثورة الإسلامية:

وجعل الشعب العراقي الصامد والبطل في كل مدينة وقرية يعبّئ الطاقات الثورية، خصوصاً الشباب الناهض للاستعداد لثورة شاملة وعلى جميع الأصعدة وفي كل الجهات.

 

مراوغة بريطانية أخرى:

ولمّا  شعر الاستعمار البريطاني بالخيبة في المراوغة الفاشلة تحت غطاء الانتخابات عمد إلى حيلة أخرى لتمرير سياسته المخادعة باسم الحركة الوطنية فاجتمع على إثر ذلك الحاكم البريطاني الميجر نوربري بجماعة من العراقيين وقال لهم: “إنّ الحكومة البريطانية جاءت للعراق محرّرة لا مستعمرة، وتقترح لكم تشكيل (مجالس أهلية) تنظر في شؤونكم الداخلية على شتى المستويات السياسة، والاقتصادية، والاجتماعية، وغيرها  ويكون للحاكم البريطاني حقّ إعطاء المشورة عند مسيس الحاجة، وعندما أحسّ العراقيون بهذه المهزلة تركوا الحاكم البريطاني وانضووا إلى مجالس الثوّار، وصاروا جميعاً في مواجهة الاستعمار البريطاني”.

 

الخطوة الأولى للجهاد:

اجتمع رؤساء عشائر الفرات، وقرّروا الذهاب إلى مدينة كربلاء المقدّسة، للمثول أمام المرجعية الدينية العليا الإمام الشيرازي ، وحضروا جميعاً في بيت المرجعية في أول شعبان 1337للهجرة، ثم عرضوا عليه ما يوجبه عليهم وعلى عامّة الشعب العراقي النبيل، فأجابهم الإمام الشيرازي بالحرف: “إنّ الواجب الديني يقضي عليّ أن أقوم بهذا العمل أي الحكم بالجهاد الدفاعي إن تمّت موازينه”

 

رسل إلى جنوب ووسط وشمال العراق:

وتتالت الرسل من العلماء الأعلام وشيوخ العشائر العراقية والمثقّفين العراقيين إلى شتّى البلدان في جنوب العراق، والوسط وبغداد وأطرافه، وشمال العراق بشتى أطرافه ومدنه وقُراه.

 

الإمام الشيرازي يأمر باستعمال القوّة:

وبعدما أمعن الاستعمار البريطاني الظالم ممارساته اللاإنسانية أصدر الإمام الشيرازي الفتوي التاريخية الثانية: “مطالبة الحقوق واجبة علي العراقيين، ويجب عليهم في ضمن مطالبتهم رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسّل بالقوّة الدفاعية إذا امتنع الإنجليز عن قبول مطالبهم”

 

وثار المسلمون في أطراف العراق بثورة شاملة عارمة، وهبّوا للدفاع عن الحرمات في كل مكان، وكان للنجف الأشرف وعلمائها الأعلام، وعشائره الأباة، ومثقّفيه الأكارم الدور الكبير في التعبئة الثورية، وتحرير المناطق من الاستعمار المحتلّ وتحرير النجف الأشرف عنه بعد سيطرة البريطانيين الكاملة عليه.

 

 

تحرير النجف الأشرف:

  وبعدما تحرّر النجف الأشرف من السلطة البريطانية المحتلّة أسّس النجفيون الأشراف فيه أربعة مجالس درءاً للسلبيات التي عادة تتّفق في أمثال ذلك.

 وكانت عناوين المجالس:

1. المجلس البلدي

2. مجلس الإدارة

3. مجلس التنفيذ

4. المجلس العلمي

 

قصف الطائرات البريطانية مسجد الكوفة

في اليوم (8 /ذي القعدة/1338للهجرة) قامت القوات البريطانية بقصف مسجد الكوفة وقتل من فيها من العبّاد والنسّاك والرجال والنساء والأطفال بالرشّاشات والقنابل، وقد صدر من النجف الأشرف بيان بهذه الفجائع في اليوم التالي (9/ ذي القعدة/1338للهجرة).

المنفيّون من أحرار كربلاء المقدّسة:

وقبض المستعمرون على مجموعة من رجال الثورة من العلماء، والمثقّفين، والعشائر من مدينة كربلاء المقدسة، ونفتهم عن العراق بقسوة بالغة وفيهم، الشيخ محمد رضا الشيرازي والسيد محمد علي الطباطبائي، والشيخ هادي كمونة، والحاج علوان، وعبد المهدي القنبر وآخرون (رحمة الله عليهم).

 

تحرير كربلاء المقدّسة:

وفي اليوم التاسع من ذي القعدة 1338للهجرة أمر الإمام الشيرازي بطرد الحاكم البريطاني الذي كان قد دخل كربلاء المقدّسة بالقوّة والقسوة ومستهيناً بأبناء الحسين “عليه السلام” ومهدّداً لهم، فهبّ المؤمنون في كربلاء المقدّسة، ونهضوا بكل شرائحهم لطرد الحاكم الغاصب.

ثم شكّلوا أربعة مجالس لضبط الأمور وإدارة الثورة، وهي كما يلي:

1. المجلس العلمي

2. المجلس الوطني

3. المجلس الخدمي

4. المجلس الثوري

وتعاقبت الحروب الدامية بين الشعب العراقي الغيور والاستعمار المحتلّ المقيت، بلدة بلدة، وقرية قرية، وريفاً ريفاً وعشائر عشائر، حتي كان الانتصار العظيم للإسلام والمسلمين، والخذلان والانكسار للكفر والظالمين.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى