المرجع الشيرازي يطرح رؤية حضارية لدور المساجد والحسينيات بوصفها رسالات نور ومنابر للوعي
المرجع الشيرازي يطرح رؤية حضارية لدور المساجد والحسينيات بوصفها رسالات نور ومنابر للوعي
طرح المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي رؤية حضارية متكاملة لدور المساجد والحسينيات، مؤكداً أنها ليست مجرد أبنية أو جدران، بل رسالات نور ومنابر حيّة لنشر علوم الإسلام وثقافته، وبناء الوعي الديني والاجتماعي في المجتمع.
وأشار سماحته إلى أن المساجد والحسينيات أدّت عبر التاريخ دوراً محورياً في صناعة الإنسان المؤمن الواعي، حين كانت منطلقاً للمعرفة والحوار والتفاعل مع قضايا الناس، كما كان الحال في زمن النبي الكريم (صلى الله عليه وآله)، واستمر على النهج نفسه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) خلال فترة حكومته المباركة، حيث ارتبط الخطاب الديني بواقع المجتمع واحتياجاته اليومية.
وأكد المرجع الشيرازي أن استعادة هذا الدور الأصيل تتطلب خطاباً دينياً عميقاً وحيوياً، يقدّم المعرفة بلغة قريبة من الناس، تجيب عن أسئلتهم، وتفتح أمامهم آفاق الفهم والعمل، بعيداً عن الجمود والتكرار، وبما يعزز حضور الدين في حياة الفرد والمجتمع.
وفي هذا السياق، شدّد سماحته على أهمية تجديد أساليب الخطاب الديني للوصول إلى الجيل الجديد، داعياً إلى الاستفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة في الإعلام والكتابة والخطابة، بما ينسجم مع روح العصر ولغة الشباب. وبيّن أن المعرفة الدينية لا تؤتي ثمارها إذا قُدّمت بأسلوب متخشّب أو بعيد عن مفردات الحياة اليومية، مؤكداً أن الشباب بحاجة إلى خطاب يفهمونه ويتفاعلون معه، وإلى نموذج ديني يقترب من عالمهم ويخاطب تحدياتهم بلغة واعية ومسؤولة.
وتأتي هذه الرؤية في إطار دعوة متواصلة من المرجع الشيرازي إلى تفعيل دور المؤسسات الدينية، وتحويلها إلى مراكز إشعاع فكري وثقافي، تسهم في ترسيخ القيم الإسلامية الأصيلة، وبناء مجتمع أكثر وعياً وتماسكاً.
