المرجع الشيرازي: خطبة السيدة الزهراء (عليها السلام) كنزٌ يتجاوز الزمان ويحمل دعوة خالدة للحقّ والبصيرة

أكد المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، أن خطبة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تمثّل “كنزاً من الحقائق المعنوية وسعادة الإنسان”، مشدداً على أنها ليست نصاً تاريخياً يخصّ زمنها، بل خطابٌ خالد يحمل دعوة مفتوحة للحقّ والبصيرة واليقظة الروحية.
وجاءت تأكيدات المرجع الشيرازي في كلمات نشرها الموقع الرسمي لمكتبه مع حلول الأيام الفاطمية الثالثة، استناداً إلى الرواية التي تشير إلى استشهاد السيدة الزهراء (عليها السلام) بعد خمسةٍ وتسعين يوماً من شهادة أبيها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله). وقال سماحته إن خطبتها “كَنْزٌ من الحقائقِ المعنويّةِ وسعادة الإنسان؛ فمَن شكَّ فيها، فإمّا جاهلٌ بها أو معرضٌ عن الحقّ علماً وعَمداً”.
وأوضح المرجع الشيرازي أن السيدة الزهراء (عليها السلام) قدّمت في خطبتها معارف إلهية عميقة بيّنت الحدّ الفاصل بين الإسلام والإيمان، وأتمّت الحجة على البشر، مؤكداً أن كلماتها تمثل مصدراً دائماً للهداية وتوضح جوهر الدين وأبعاده الحقيقية.
وشدّد سماحته على أن مسؤولية تبليغ خطبة الزهراء اليوم أكبر من أي وقت مضى، مبيناً أن خطابها “لا يخصّ زمانها وحده، بل يمتد أثره ليشمل البشرية عبر العصور”، نظراً لما يحمله من دعوة صافية للحق والوعي الإيماني.
وفي هذا السياق، جدّد المرجع الشيرازي تأكيده على عالمية خطاب الزهراء (عليها السلام)، قائلاً: “تكلّمتِ الزهراءُ سلامُ اللهِ عليها في المسجدِ بخطابٍ عالميٍّ ـ أيُّها الناس ـ وعلى ضوء الإمكانات الواسعة اليوم، فإنّ تبليغ رسالتها واجبٌ إلهيّ علينا”.
وبهذا الموقف، يعيد المرجع الشيرازي تسليط الضوء على مكانة خطبة السيدة الزهراء (عليها السلام) بوصفها وثيقة روحية وفكرية تتجاوز حدود الزمن، وتدعو الإنسان إلى بصيرةٍ تفتح دروب العدل والحقّ في كل عصر.




