المرجع الشيرازي: على الإنسان أن يعرف مدى طاعته للطاغوت وأن يوازن حبّه للدنيا وفق الأحكام الشرعية

المرجع الشيرازي: على الإنسان أن يعرف مدى طاعته للطاغوت وأن يوازن حبّه للدنيا وفق الأحكام الشرعية
أكد المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) أن على كل إنسان أن يراجع نفسه ليعرف مدى طاعته للطاغوت، ومدى تعلّقه بالدنيا، مشدداً على أن الإفراط في الطاعة للطغاة أو التعلّق المفرط بالماديات يقود إلى الانحراف والعقاب في الدنيا والآخرة.
وفي محاضرة له ضمن سلسلة “نبراس المعرفة” تحت عنوان “العصيان والغضب الإلهي”، أوضح سماحته أن الطغاة مصابون بداء الاستبداد ويجدون فيه لذة مرضية تدفعهم إلى مزيد من الظلم، محذراً من أن بعض الناس يشاركون في ترسيخ هذا الطغيان من خلال طاعتهم العمياء أو دعمهم غير الواعي للسلطة المستبدة.
وقال سماحته إن “كل إنسانٍ، رجلاً كان أو امرأة، عالماً أو جاهلاً، غنياً أو فقيراً، يجب أن يعرف في حياته مدى حبّه للدنيا ومدى طاعته للطاغوت”، مبيناً أن الميل إلى الدنيا أمر فطري مخلوق مع الإنسان، لكنه يجب أن يبقى ضمن حدود الأحكام الشرعية حتى لا يتحول إلى سببٍ للغفلة عن الواجبات الدينية كالصلاة وصلة الرحم وإصلاح العقيدة.
وبيّن المرجع الشيرازي أن الطاغوت لا يقتصر على الحاكم الظالم، بل قد يكون مفكراً متعصباً لرأيه أو عالماً يستخدم علمه في تضليل الناس، مؤكداً أن طاعة هؤلاء تعدّ عصياناً لله تعالى. وأضاف أن القرآن الكريم والحديث الشريف ندّدا بطاعة الطغاة وبحب الدنيا المفرط، إذ جاء في الحديث: «حبّ الدنيا رأس كل خطيئة».
وختم سماحته بالتأكيد على أن الشهوات الدنيوية خُلقت لاختبار الإنسان لا لإغراقه في الملذات، داعياً إلى ضبطها في إطار الحلال والابتعاد عن الحرام، لأن تركها دون ضوابط يؤدي إلى الانحدار والاستبداد، بينما السيطرة عليها تضمن للإنسان السعادة في الدنيا والفلاح في الآخرة.



