المرجع الشيرازي: الدنيا مزرعة الآخرة وخدمة الناس طريق إلى الجنة

المرجع الشيرازي: الدنيا مزرعة الآخرة وخدمة الناس طريق إلى الجنة
أكد المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، أن الدنيا ليست إلا مزرعة للآخرة، وأن على الإنسان أن يزرع فيها الخير ويجتنب الشر، لأن ما يزرعه اليوم سيحصده غدًا في دار لا عمل فيها ولا زراعة، وإنما حساب وجزاء.
وفي محاضرته القيّمة ضمن سلسلة «نبراس المعرفة» بعنوان «خدمة توجب الجنة»، شدّد سماحته على أن خدمة المجتمع من أعظم الفضائل، وأن الله تعالى جعل الدنيا موضعًا للزرع، والآخرة موضعًا للحصاد، مستدلًّا بالأحاديث الشريفة التي تؤكد أن «الدنيا مزرعة لخير الإنسان أيضاً»، مبينًا أن من يستثمر عمره في عمل الخير يكون من الفائزين بالآخرة.
وأشار سماحته إلى أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قدموا أروع الأمثلة العملية في زراعة الخير وخدمة الناس، مستشهداً بما ورد عن الإمام السجاد (عليه السلام) الذي كان يميط الأذى عن الطريق بنفسه رغم مكانته، حرصاً على سلامة المارة، قائلاً: «إن مثل هذا الفعل البسيط قد يكون سبباً في دخول الإنسان الجنة، لأنه خدمة للناس وتسهيل لحياتهم».
وأوضح المرجع الشيرازي أن الأعمال البسيطة، كالكلمة الطيبة وإماطة الأذى عن الطريق، تُعد صدقات عظيمة عند الله تعالى، لأنها تسهم في نشر الرحمة والتعاون بين أفراد المجتمع، وتقوّي النسيج الاجتماعي القائم على المحبة والتكافل.
ودعا سماحته المؤمنين والمؤمنات إلى اغتنام فرص الخير في حياتهم، وعدم إهمال أي عمل صالح مهما بدا صغيرًا، قائلاً: «على الإنسان أن يستفيد من فكره ولسانه وعمله في خدمة الآخرين، فكل عمل خير يعدّ صدقة، ويكون رصيداً له في الآخرة».
وختم سماحته بالتأكيد على أن من يزرع الخير في الدنيا سيحصد السعادة الأبدية في الآخرة، داعياً إلى جعل خدمة الناس منهج حياة، ومفتاحاً لرضا الله تعالى ونيل الجنة، تأسّياً بسيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام).