المرجع الشيرازي: النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عكس الصورة المثلى لأمثل دولة في الوجود

المرجع الشيرازي: النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عكس الصورة المثلى لأمثل دولة في الوجود
أكد المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قدّم للعالم أنموذجًا متكاملًا للدولة المثلى، من خلال شخصيته المؤثرة ومنهجه النبوي الذي أسس لبناء مجتمع متماسك ودولة فاقت جميع الدول الأخرى.
وقال سماحته في كتابه (نفحات الهداية): “إن السنّة أو النظام والأحكام والقوانين التي قرّرها نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله) للمسلمين، هي أفضل وأكمل القوانين والأحكام، ويجب أن تكون كذلك؛ أي يجب أن يكون هناك تناسب من حيث الأصل والنسخية، وهذا أمرٌ حاصل”.
وأوضح المرجع الشيرازي أن سنوات الدعوة في مكة لم تشهد تطبيقًا عمليًا للسياسة النبوية بسبب غياب الظروف المناسبة، لكن الوضع تغيّر جذريًا بعد الهجرة إلى المدينة، حيث انطلقت عملية بناء الدولة الإسلامية وبرزت الشريعة السمحاء إلى العلن، لتنعكس آثارها في صياغة مجتمع متطور. وقال سماحته: «حتّى اتضح جميع ذلك في المدينة، حين شرع (صلّى الله عليه وآله) في بناء نواة الدولة الإسلامية المباركة، وزال طوق الحصار عنه وعن المسلمين، عندها سرتْ في الأُمّة الإسلامية عافية الشريعة السمحاء والسنّة المطهّرة بأجلى صورها وأصدق معانيها، فعكس بذلك (صلّى الله عليه وآله) الصورة المثلى لأمثل دولة في الوجود”.
وشدد المرجع الشيرازي على أن تطبيق المنهج النبوي ومنهج أمير المؤمنين عليه السلام في مختلف مجالات الحياة، من الأسرة والعمل إلى إدارة الدول، كفيل بإعادة إنتاج التجربة الإسلامية الفريدة التي شهدها العالم قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا، مؤكدًا بقوله: “إذا ما طُبّق، اليوم أو أيّ يوم آخر، منهج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه، في بيوتنا، ومحالِّ عملنا، وفي شركاتنا وبلداننا، لتحقّق ما تحقق في العالم قبل ألف وأربعمائة عام، وهو تأويل قول الله عز وجل: {ورأيتَ الناس يدخلون في دين الله أفواجا}».
وأشار سماحته إلى أن سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) تزخر بمئات النماذج الإنسانية التي لو طُرحت للبشرية اليوم لكانت سببًا في دخول الملايين إلى الإسلام، مبينًا: «اقرأوا سيرة نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله، لتلحظوا المئات من النماذج، التي لو جُمعت وضُمّت بعضها إلى بعض، فإن أي شخص غير مسلم، حتى لو كان متعصّباً – ما لم يكن معانداً – سيتأثّر بها، ويعتنق الإسلام».
واختتم المرجع الشيرازي بالتأكيد على أن المسلمين قبل غيرهم مطالبون بالعودة إلى سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، والسعي إلى توظيفها في بناء دولهم ومجتمعاتهم على أساس المنهج النبوي الذي يمثل الطريق الأمثل للنجاح والتطور.