المرجع الشيرازي: سيرة النبي وأمير المؤمنين (عليهما السلام) تمثّل أرقى نموذج إنساني في الحكم والدفاع
المرجع الشيرازي: سيرة النبي وأمير المؤمنين (عليهما السلام) تمثّل أرقى نموذج إنساني في الحكم والدفاع
أكّد المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، أن سيرة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسيرة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام تمثّلان نموذجًا متكاملًا للإنسانية الحقيقية في جميع المواقف، حتى في ظروف الحرب والدفاع، مشددًا على أن “الإنسانية” كانت الأساس والركيزة في منهجهما، كما نقلت المئات من الروايات والمواقف التاريخية.
جاء ذلك في سلسلة “نبراس المعرفة”، حيث أشار سماحته إلى أن من الجوانب المضيئة في السيرة النبوية وسيرة الإمام علي عليه السلام، مسألة التعامل الأخلاقي حتى مع الأعداء أثناء الحروب، ومنها رفض رسول الله صلى الله عليه وآله قطع الماء عن المحاصَرين من اليهود، رغم كونه في موضع دفاعي وفي حرب فُرضت عليه بسبب خيانتهم للعهد.
وقال سماحته إن أحد المسلمين عرض على النبي صلى الله عليه وآله خلال إحدى المعارك أن يقطع الماء عن العدو لفرض الاستسلام السريع، إلا أن النبي رفض بشدّة، لأنه رسول الإنسانية، وقطع الماء سلوك لا إنساني حتى في ساحات القتال، مؤكّدًا أن هذا الموقف النبوي لم يكن استثناءً، بل كان منهجًا ثابتًا في كل حروبه، بخلاف ما مارسه من سُمّوا خلفاء بعده، حيث سُجّلت حوادث عديدة لقطع الماء عن الخصوم، وهو ما يناقض جوهر الإسلام.
ولفت سماحته إلى أن هذه السيرة هي التي أراد الإمام الحسين عليه السلام إحيائها في كربلاء، حيث قابل جيشًا من القتلة، ومع ذلك أمر بسقيهم الماء حين عطشوا، مؤكدًا أن ذلك النهج لا يوجد له نظير في تاريخ البشرية إلّا في سيرة المعصومين عليهم السلام ومن سار على خطاهم بإخلاص.
ودعا المرجع الشيرازي إلى دراسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام بعين التدبّر والتحليل، وتقديمها للعالم أجمع بوصفها النموذج الأرقى للحكم الإنساني العادل، مشددًا على أن حكومتيهما كانتا تمثّلان أعلى درجات الكرامة والرحمة والعدالة في إدارة شؤون الناس.
