المرجعية

دراسة علمية تبحث في بيعة الغدير بوصفها تحولًا اجتماعيًا ودينيًا في تاريخ الإسلام

دراسة علمية تبحث في بيعة الغدير بوصفها تحولًا اجتماعيًا ودينيًا في تاريخ الإسلام

نشرت مجلة السبط العلمية المحكمة دراسة بحثية متخصصة للدكتور عبد الحسين مهدي الرحيم بعنوان “بيعة الغدير ومرآتها الاجتماعية بوصفها نتيجة وسببًا، وهي صدعٌ بالولاية الموروثة للأئمة (عليهم السلام)”، تناولت بالنظر والتحليل الحدث المفصلي لبيعة الغدير، الذي وقع في الثامن عشر من ذي الحجة سنة 10 هـ (631 م)، والذي نصّب فيه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) وليًا وخليفةً من بعده.
تُسلّط الدراسة الضوء على الأبعاد الزمانية والمكانية التي اختارها الوحي الإلهي بدقّة، إذ نزل الأمر الإلهي بالبلاغ في “غدير خم” أثناء “حجة الوداع”، حيث اجتمع عشرات الآلاف من المسلمين، ما يجعل الحدث موثقًا ومسموعًا ومشهودًا لأغلب المسلمين آنذاك. واستند الباحث إلى الآية {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ…} (المائدة: 67)، التي تؤكد أن التبليغ بالولاية كان أمرًا لا يحتمل التأجيل، مقرونًا بوعد الحماية الإلهية من معارضي القرار.
وبحسب الدراسة، فإن الوحي سبق أن نزل مرتين بشأن الولاية في موضعي “مسجد الخيف” و”كراع الغميم”، دون أن يُرفق بنصّ صريح على العصمة من أذى الناس، بخلاف النزول الثالث عند غدير خم، ما يجعل اللحظة مفصلية في تقرير مصير الأمة.
ويرى الدكتور الرحيم أن البيعة لم تكن مجرد إعلان ديني، بل كانت تحوّلًا اجتماعيًا عميقًا أعاد تعريف منظومة القيادة الدينية والسياسية في الإسلام، ورسّخ مبدأ الوراثة الروحية للأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)، بوصفها امتدادًا للنبوّة.
ونظرًا لأهمية هذه المضامين ودلالاتها الكبرى على الواقع الإسلامي، اختارت مجلة السبط نشر البحث ضمن عددها الأخير، لما يحتويه من تأصيل علمي دقيق، ومقاربة جديدة بين بيعة الغدير والمتغيرات الاجتماعية والفكرية التي أعقبتها، وما أفرزته من انقسام بين من التزم بخط الرسالة الإلهية، ومن تنكّب عن النهج الإلهي في مسار الخلافة والتشريع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى