مركز مشكاة في المنطقة الشرقية السعودية ينظم اولى ورش برنامج إضاءات في الثقافة المهدوية
نظم مركز مشكاة للتنمية البشرية بصفوى في المنطقة الشرقية بالسعودية، أولى ورش عمل برنامج “إضاءات في الثقافة المهدوية” الذي يتكوّن من ثلاث ورش عمل، من تقديم الباحث في القضيّة المهدوية السيد مجتبى السادة، وذلك في مسجد الإمام الهادي صلوات الله عليه بصفوى.
نظم مركز مشكاة للتنمية البشرية بصفوى في المنطقة الشرقية بالسعودية، أولى ورش عمل برنامج “إضاءات في الثقافة المهدوية” الذي يتكوّن من ثلاث ورش عمل، من تقديم الباحث في القضيّة المهدوية السيد مجتبى السادة، وذلك في مسجد الإمام الهادي صلوات الله عليه بصفوى.
وافتتح الأستاذ مصطفى الخلف ورشة “منشأ فكرة العقيدة المهدوية”، بتوضيح سرّ اختيار توقيت هذا البرنامج عبر الإشارة لدور الفتح المهدوي في رفع رسالة وشعار موسم الفتح الحسيني لإعادة حضارة الفتح المحمّدي للحياة من جديد، وعلى ذلك تقرّر إقامة هذا البرنامج في الفترة الزمنية التي تتوسّط هذين الموسمين الزاخرين بالفكر والمشاعر والطاقة والعطاء والفعاليات المتنوعة.
بعدها شرع الباحث السادة في ورشته الأولى بالتطرّق لبعض نصوص الكتب المقدّسة للأديان الأخرى والقرآن الكريم وكتب مختلف الأديان والطوائف في إثبات وجود العقيدة المهدوية وعلامات وأحداث الظهور فيها واشتراكها عند هذه الملل والنحل، مؤكداً أن الاختلاف ليس في أصل الفكرة، بل هو في اسم وهوية ذلك المخلّص والمنقذ العالمي، وأكد على أن المهدوية قضية إلهية سماوية بدأت منذ فجر التاريخ حينما كان آدم عليه السلام في الجنة وتستمر إلى يوم القيامة.
وتساءل السادة عن مسؤوليتنا التي تترتب على كون هذه العقيدة ثابتة عند الحضارات والشعوب الأخرى، خصوصاً وأننا نعتقد بأن المهدي ليس مُلكاً لمذهب أو دين واحد فقط، فهل عرّفناهم بالإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف الذي نعتقد به، فيتّبعوه عند ظهوره ليحقّق ما يأملونه من إنقاذ وخلاص.
واختتم الباحث ورشته بنقل نتائج وجهود بعض الباحثين الغربيين المعاصرين من خارج دائرة الطائفة الشيعية الذين تأسف لكوننا لم نعرّفهم بالمهدوية الأصيلة ومنها، كلام الفيلسوف الأمريكي فرانسيس فوكاياما صاحب كتاب نهاية التاريخ، القائل: “إن الشيعة طائر يطير أعلى من مرمى سهامنا؛ وله جناحان: جناح أحمر (الماضي) وجذوره في كربلاء، وجناح أخضر (المستقبل) وهو المهدوية وطلب العدالة على يديه، فهم منتظِرون والمنتظِر لا ييأس، وهذا ما يمنعهم من الفناء.. فالشيعة تطير عالياً بهذين الجناحين.. فكيف يُهزَمون؟”، وإعلان الفيلسوف والمستشرق الفرنسي هنري كوربان بأن: “المهدوية تشكل ركناً هامّاً وأساسيّاً في المعتقد الشيعي جعله يفوق كافة المذاهب الإسلامية، وكانت سبباً في رقيّه وازدهاره”.
كما يقوم البرفسور الألماني يوخن روك الذي يعمل في إحدى جامعات مدينة ميلبورن الاسترالية بنشر بحث سنوي في منتصف شهر شعبان حول الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ويلفت البرفسور النظر حيث يقول: “إن البشرية محتاجة إلى تنمية عقلية لكي تتمكن من أن تتلقى من هذا الرجل المهدي، فإذا تنامى عقل البشر إلى درجة وسط، فسيأتي هذا الرجل ليحاور في قاعة أرض البشر، لكنها حاليا لا تستوعب خطابه العلمي، وأنا سأساهم ضمن من يساهم في تنمية عقل البشر لكي يرتقي لقابلية تسمح لهذا الرجل الإلهي بأن يظهر ويلقي علومه”.
كما صرّح البرفسور الفرنسي فرانسوا توال مدير أحد مراكز الأبحاث الفرنسية المتخصصة في دراسات الشرق بأن: “الشيعة ليس لديهم الكفاءة في مواجهتنا، لكن هناك يدا خفية تصد هجماتنا، وأنه لو يسلّط الضوء على المهدي، لتركت الشعوب الغربية ولاءها لحكوماتها واتبعت هذا المخلّص”.
واضاف، “فالبشرية تتحدث عن المخلّص وتبحث عنه بشكل مفصّل ودقيق، لكن نحن وللأسف لم نقم بواجبنا ونعرّف العالم بالمهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف الذي نؤمن به وبانطباق جميع الصفات والبشارات عليه”.
وفي معرض جوابه على سؤال وجّهه الأستاذ حسين الشيخ جعفر حول ما الذي يمنع من التوحّد تحت راية هذا المخلّص، أشار السادة إلى أن التعصب الديني والمذهبي كثيراً مّا يمنع من الإيمان بالتفاصيل حتى مع الاشتراك في العقيدة والفكرة الأم إضافة لعوامل أخرى، ومع ذلك، فإن العديد من البشر يقودهم البحث العلمي وبحيادية إلى اتخاذ هذا القرار الشجاع، كالأستاذ محمد رضا رضائي اليهودي الذي اعتنق مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم بعد أن بحث في موضوع البشارات وثبت له انطباقها على الحجة بن الحسن العسكري عجّل الله تعالى فرجه الشريف، والأستاذ محمد صادق فخر الإسلام النصراني الذي انتمى لمذهب أهل البيت صلوات الله عليهم عندما درس تلك البشارات وخلص إلى نفس النتيجة أيضاً، وكذلك الأستاذ سعيد أيوب وهو باحث مسلم دخل في مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم عبر البحث في أوصاف المهدي وتحققها في الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإمامية.
هذا، وأكّد السيد مجتبى على أن أصل ومنشأ القضية المهدوية هو إلهي سماوي، وأن المهمة التي أنيط له عجّل الله تعالى فرجه الشريف تحقيقها تمثّل خلاصة جهود كل الأنبياء والرسل.