المرجع الشيرازي يلقي كلمته بليلة غربة اهل البيت عليهم ويدعو الى التعريف بالقضية الحسينية
القى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي “دام ظله”، كلمته بجموع المعزّين الحسينيين في ليلة الحادي عشر من شهر محرم الحرام لية غربة اهل البيت “عليهم السلام”.
القى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي “دام ظله”، كلمته بجموع المعزّين الحسينيين في ليلة الحادي عشر من شهر محرم الحرام لية غربة اهل البيت “عليهم السلام”.
وقدم سماحة المرجع الشيرازي “دام ظله” في بداية كلمته العزاء قائلا: “عظّم الله اجورنا واجورکم بمصابنا بالحسين (علیه السلام) وجعلنا واياکم من الطالبین بثاره مع وليه الامام المهدی من آل محمد (صلی الله علیه وآله)”
وقال سماحته، “الليلة هي ليلة الحادي عشر من شهر محرم الحرام، وقد انتهى كل شيء إلى غروب هذا اليوم، وقد قام الشيعة في أرجاء الدنيا في العشرة الأولى من محرم بإقامة العزاء، فطوبى لمن تعب في هذا العزاء، وطوبى لمن تعب أكثر، وطوبى لمن تحمّل المصاعب في هذا الطريق، وطوبى لمن أصيب أو قتل في طريق مولانا سيد الشهداء (عليه السلام)، فالله تعالى يقول: لهم درجات”.
واضاف، “جاء في إحدى زيارات الامام الحسين (عليه السلام)، السلام على المضام المستباح، المضام تعني المظلوم، فالأئمة (عليهم السلام) كلهم قد استشهدوا، وحتى الامام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه)، سيستشهد بعد أن يقيم العدالة وينشر الرحمة الإلهية، ولكن وصف (المستباح) هو خاصّ ومختصّ بالإمام الحسين (عليه السلام) فقط وحسب، ووردت في زيارته (صلوات الله عليه) فقط (زيارة الناحية المقدّسة).
واشار سماحته، “كان الشيعة في طول التاريخ كأقليّة وفي ظلم وضغوطات، ووصل هذا الأمر إلى مستوى انه لو سبّ شخص في كربلاء يزيد بن معاوية فمصيره السجن، ولكن ومن حسن الحظ، ان الظروف اليوم قد تغيّرت، وينعم العالم اليوم بحرية اكثر. وسؤالي من الشيعة هو: ياشيعة أمير المؤمنين عليه السلام: متى تبيّنوا للدنيا كلّها الصورة الحقيقية لهؤلاء الظالمون.
واوصى سماحته، الجميع بأن يدرسوا ويبحثوا في أنّه كيف كان مصير وعاقبة الذين تعرّضوا لشعيرة من الشعائر الحسينية أو إلى المحيين لها، فالذلة والخذلان لا تصيب من يظلم الشعائر الحسينية المقدسة، بل يشملان حتى الذين يقصّرون تجاه القضية الحسينية المقدّسة، والله تعالى يجعله في عداد الذين لا ينظر إليهم، مؤكدا على ان قضية الإمام الحسين “عليه السلام” قضية مهمّة جدّاً، وكل من يتمكّن من نصرتها ويقصّر، فسيصيبه الخذلان، وتصيبه الذلة في الدنيا والآخرة.
ودعا سماحته، “أنتم أيها الشباب وكذلك من يحيي الشعائر الحسينية جميعاً، أقول لكم لا تخافوا من التصدّي للظالمين، فكل ما تلاقونه في هذا الطريق من محن وآلالام، فهو في طريق سعادتكم في الدنيا والآخرة، ووعد الله تعالى وأهل البيت (صلوات الله عليهم) بأن يجبروا لكم كل ما تلاقونه، مشددا “على الدنيا كلّها أن تعرف وتعلم من هو الإمام الحسين (عليه السلام)؟ ولماذا وكيف استشهد؟ ولماذا صار شهيداً؟ ومن هم قتلته؟”.
وبين سماحته، “علينا أن نؤلّف الكتب في هذا المجال، لكي يعرف العالمين الإمام الحسين عليه السلام ويعرفوا نهضته المقدّسة، وهذه مسؤوليتنا اليوم”،
وتابع سماحته، “الشيعة المخلصون من السلف الماضي لم يتراجعوا حتى خطوة واحدة عن عقائد التشيع، وبذلوا أرواحهم في هذا الطريق. واليوم علينا أن نؤدّي مسؤوليتنا في هذا الطريق. فالأذى والظلم في يومنا الحالي ليس كما هو في الماضي، فتحمّلوا ما تتعرّضون له بكل وجودكم، وعرّفوا الشعائر الحسينية المقدّسة للبشرية كلّها، يوجد في عالم اليوم نسبة من الحرية ويستفاد اليوم من الإمكانات الحديثة كالفضائيات في تبليغ وتعريف الشعائر الحسينية المقدّسة، ولكنها ليست بالكمية المطلوبة، فعلى المرء أن يتحمّل المصاعب في طريق الامام الحسين (عليه السلام)، فمن مضى من السلف قد ضحّى بماله وماله في هذا الطريق، ولكن اليوم ليس كالماضي، ويجب الاستفادة من الفرص”.
ولفت سماحته، “القضية الأخرى هي زيارة الأربعين التي يجب علينا أن نسعى لأجلها وفي طريقها، فلا يقصّر في مجال الزيارة الأربعينية الحسينية”، محذرا “من أن يقول أحد ما هو تأثير عدم ذهابي للزيارة، فالزيارة الأربعينية هي من علائم الإيمان، كما علينا أن لا نغفل عن التبليغ والإعلام الثقافيين في أيام الاربعين الحسيني، فليسع كل واحد في هذا الطريق قدر ما يتمكّن، ولو بمقدار تعليم أصول الدين للزائرين.”
واكد، “يجب أن تتوفر كل وسائل الراحة لزائري الأربعين، فالفقراء خرجوا مرفوعي الرأس من الاختبار عبر استقبالهم وضيافتهم للزائرين، واليوم حان دور الأغنياء، لكي يقوموا بتوفير وتهيأة آلاف الفنادق وأماكن الاستراحة لزائري الأربعين، لا معنى لتأشيرة الدخول للزائرين الحسينيين، واعلموا انّه سيأتي اليوم الذي تلغى فيه التأشيرة وجواز السفر لأجل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، بلاشكّ”، مطالبا “يجب على المسؤولين أن يقوموا بما يسهّل الزيارة الاربعينية بأفضل نحو، وأن تقام بكل التسهيلات، وأن لا يحرموا أنفسهم من هذه السعادة.”
وختم سماحته كلمته، “أتمنّى اليوم الذي تلغي فيه كل الحكومات في الدنيا، تأشيرات الدخول وجوازات السفر لأجل زيارة الامام الحسين (عليه السلام)، وأن يحصّلوا هذه السعادة لأنفسهم”.