مركز الإمام الشيرازي يناقش ثقافة اللامركزية كأساس لبناء المشاركة المجتمعية
ناقش مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث في كربلاء المقدسة، ورقة بحثية حول “ثقافة اللامركزية كأساس لبناء المشاركة المجتمعية” بحضور عدد من رجال الدين ومدراء مراكز دراسات وبحوث وشخصيات أكاديمية وناشطين ومهتمّين بالشأن المجتمعي العراقي.
ناقش مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث في كربلاء المقدسة، ورقة بحثية حول “ثقافة اللامركزية كأساس لبناء المشاركة المجتمعية” بحضور عدد من رجال الدين ومدراء مراكز دراسات وبحوث وشخصيات أكاديمية وناشطين ومهتمّين بالشأن المجتمعي العراقي.
وقال المشاركون إنّ “اللامركزية يُمكن أن تعرّف على أنّها (نظام لتوزيع السلطات الإدارية بين الحكومة المركزية والهيئات الإدارية المحلية المُنتخبة في المحافظات التي تتولى إدارة شؤونها المحلية بالتنسيق مع السلطة المركزية وتحت رقابتها، وتُمارس هذه الهيئات المحلية سلطاتها بموجب القانون وتحل محل السلطة المركزية إستناداً الى مبدأ الحلول في السلطة)”، مضيفين أنّه “يُمكن تعريف اللامركزية أيضاً على أنّها (عدم تركيز السلطة بمستوى إداري واحد وتوزيعها على المستويات الإدارية المتعدّدة في المؤسسة أو الدولة).
وبيّن الباحث في المركز باسم الزيدي أنّ غياب ذكر المواطن في أغلب هذه التوصيفات عن اللامركزية خالفه المرجع الراحل السيد محمّد الشيرازي في كتابه (الفقه/ الإدارة) عندما أشار إليها بالتعريف على أنّها (ممارسة فعلية لمبدأ الإستشارية السياسية التي تقوم على أساس مشاركة المواطنين في إدارة شؤونهم وفي صنع القرار بأنفسهم، خصوصاً عندما يكون هنالك مجلس تأطير التشريع في ظل نظام إستشاري يوفّر مبدأ السيادة الشعبية، ممثّلة في حرّية الإختيار والمعارضة والتعبير عن الرأي والأخذ بالأغلبية ووجود رقابة شعبية على صانعي القرار، فإنّ نقل السلطات الى المحليات ومنح المحافظين كافة السلطات والمسؤوليات دون الرجوع الى السلطة المركزية، هو تطبيق عملي للإستشارية)”.
ويؤكد الزيدي، على أنّه “لا يخفى للمطلع أنّ ثقافة اللامركزية هي ثقافة صعبة التطبيق وتحتاج الى مواطن يتحلى بالإيجابية والحكمة والصبر، إذ أنّ المركزية يُمكن أن تُحقّق أهداف سريعة على المدى القريب، لكن في مقابل نتائج كارثية في المستقبل قد تؤدّي الى ترسيخ التخلّف في المجتمع لأنّها تعمل على تهميش الإنسان وتمنعه عن الإبداع والتفكير وترسّخ مفهوم العبودية للدولة”.