المرجع الشيرازي: إدارة العالم اليوم إدارة سخيفة وإدارة ظالمة بكافّة المستويات والمجالات
اكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي “دام ظله”، ان إدارة العالم اليوم إدارة سخيفة وإدارة ظالمة بكافّة المستويات والمجالات.
اكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي “دام ظله”، ان إدارة العالم اليوم إدارة سخيفة وإدارة ظالمة بكافّة المستويات والمجالات.
وقال سماحته “دام ظله” في كلمته بجموع من مسؤولي وأصحاب المواكب الحسينية من مدينة كربلاء المقدّسة بمناسبة ذكرى استشهاد كريمة أهل البيت “صلوات الله عليهم”، السيدة فاطمة المعصومة “سلام الله عليها” في مدينة قم المقدّسة، “أرفع التعازي إلى المقام الرفيع للعصمة الكبرى والإمامة العظمى مولانا بقيّة الله المهدي الموعود (صلوات الله عليه وعجّل في فرجه الشريف)، بمناسبة استشهاد كريمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) السيدة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) وهكذا أعزّي جميع المظلومين في العالم بهذه الذكرى الأليمة، خصوصاً المؤمنين والمؤمنات في كل مكان، وإليكم أيّها الإخوة المؤمنون.
واضاف، “أشكركم جميعاً وأشكر جميع الهيئات الحسينية والمواكب الحسينية في كل مكان، وأشكر الجميع على ما قاموا ويقومون به في سبيل تشكيل هذه الهيئات والمواكب الحسينية، ودعمها وتشييّدها وتوسيعها، بكل الجهود الموفّقة، فالهيئات والمواكب الحسينية، وكل ما يرتبط بالإمام الحسين (صلوات الله عليه) كل ذلك هو من الشعائر الحسينية المقدّسة، في كل مكان، سواء في العراق المظلوم، أو غيره، من البلاد الإسلامية، وفي بلاد غير الإسلام، وفي كل بقعة من بقاع الأرض”.
واوضح سماحته، “القيم هي إطار أهل البيت (صلوات الله عليهم)، لا زيادة ولا نقيصة، فرسول الله (صلى الله عليه وآله) قال مكرّراً، ومنها في آخر وصيّة له: (كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، فقط وفقط، فكتاب الله وحده وبدون أهل البيت (صلوات الله عليهم) لا ينفع، وأهل البيت (صلوات الله عليهم) بدون كتاب الله لا وجود له في الخارج، فالقرآن الكريم مع أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وأهل البيت (صلوات الله عليهم) مع القرآن الكريم”.
وتابع، “إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصيته الآنفة الذكر أشار بسبابتيه وجعل إحداهما عند الأخرى وقال: أقول كهاتين (أي السبابتين) ولا أقول كهاتين بعد أن رفع سبابته وإصبعه الوسطى، فتفضل هذه على هذه، فهو (صلى الله عليه وآله) صنع ما لم يصنعه أحد عندما أشار إلى القرآن الكريم وأهل البيت (صلوات الله عليهم) برفع سبابتيه، وجعل إحداهما عند الأخرى، أي ليس كما يفعله الناس حيث إذا أرادوا الإشارة إلى شيئين، يرفعون عادة السبابة والوسطى التي هي أطول من السبابة”.
واكد سماحته، “العراق له تاريخ طويل، منذ أن وضع مولانا الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، قدمه الكريمة في أرض العراق في مفتتح خلافته الظاهرية، وبالتحديد عندما تمرّدوا على الإمام، وهو الإمام الشرعي المنصوب من الله عزّ وجلّ، حيث تمرّد على الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) مجموعة من المنافقين من أصحاب (رسول الله صلى الله عليه وآله) منذ ذلك، هبّ العراق للتضحية في سبيل الله تعالى وفي سبيل أهل البيت (صلوات الله عليهم) واستمرت التضحيات في أيّام الإمام الحسن المجتبى (صلوات الله عليه)، ثم تواصلت التضحيات في عاشوراء الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، من المؤمنين والمؤمنات، وتواصلت المظالم من الظالمين باسم الإسلام في أيّام بني أميّة وبني مروان وبني العباس، وغيرهم، ولم يزل العراق هو عراق أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وعراق أمير المؤمنين، وعراق الإمام الحسين، وعراق موسى بن جعفر والجواد، وعراق العسكريين، وعراق مولانا بقيّة الله (عجّل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله عليهم أجمعين) والعراق هو عراق أبي الفضل العباس (سلام الله عليه)، وعراق مسلم بن عقيل (سلام الله عليه)، وعراق السيد محمد ابن الإمام الهادي (صلوات الله عليه)، وعراق التضحيات وعراق الفضائل، وعراق المكرمات، وفي الآونة الأخيرة، ماذا صنعوا بالشعب العراقي المظلوم ليقطعوه عن زيارة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) والشعائر الحسينية المقدّسة، فقد قصفوه بالطائرات وقتلوه بالدبابات، بالألوف والألوف، من الرجال والنساء والأطفال، ولكن الشعب العراقي الأبي الصامد العظيم، لم توجب له كل هذه المشكلات والويلات أي فتور أو توان، في التضحية من أجل أهل البيت (صلوات الله عليهم) ولما ولّت تلك العقود السوداء والمليئة بالمظالم، بدأ المؤمنون من كل مكان، وفي العراق بالذات، والعراقييون المؤمنون والمؤمنات، كباراً وصغاراً، وعلى شتّى المستويات، بدأوا مسيرتهم للتضحية من أجل أهل البيت (صلوات الله عليهم).
واكد سماحته، “العراق له تاريخان وعلى الجميع، وخصوصاً شباب الشيعة في العراق، وفي كل مكان، في البلاد الإسلامية، وشباب الشيعة في بلاد الغرب خاصّة، أأكد عليهم وأوصيهم بقراءة تاريخ العراق، حتى يحملوا فكر أهل البيت (صلوات الله عليهم) إلى الدنيا، فقد مرّ على العراق تاريخ في يوم عاشوراء، وهذا التاريخ مكتوب في التواريخ العربية وغير العربية أيضاً بأقلام مختلفة، ففي يوم ذكرى عاشوراء لم يك يرتفع الدخان من دار واحدة في العراق، أي كانوا لا يطبخون الطعام في يوم عاشوراء، حتى يتذكّر الناس اليوم الذي أشعل فيه الأعداء النار في خيم الإمام الحسين (صلوات الله عليه) بقول ذلك الظالم، أحرقوا، أحرقوا، وظل العراق في فترة في ذكرى يوم عاشوراء لا أحد من ناسه يشعل النار ليطبخ الطعام في بيته، حتى لو كان عندهم مريضاً أو ضيوفاً، وهذا هو من الشعائر الحسينية المقدّسة”.
واشار سماحته، “كذلك في العراق، وفي التاريخ، في يوم أعظم الأعياد، عيد الغدير الأغرّ، كتبوا أنّ الناس كانوا يملؤون الشوارع والساحات بالموائد الكبيرة والعظيمة من الحلويات، ويأتي الناس من كل مكان ويأكلون منها، ويحملون منها إلى بيوتهم، ولما ينتهي نهار يوم الغدير ويكون المغرب، ترى بقاء الحلويات أيضاً، فالغدير وعاشوراء جناحان للإسلام، أفراح أهل البيت وأحزان أهل البيت (صلوات الله عليهم)”.
وعن إجرام الخلفاء قال سماحته، “كما مرّ على العراق تاريخ أسود وأسود مع شديد الأسف، باسم الإسلام، في أيّام بني أميّة وبني مروان وأيّام بني العباس، فهارون العباسي الذي يصنّف مع شديد الأسف في الدنيا اليوم باسم تاريخ الإسلام، صنع هذا هارون، في بغداد حين كان فيها، حفيرة عظيمة في الأرض وعميقة عشرات الأمتار، وجاء من أطراف الدنيا بأربعين من السباع الضارية، وملأ بههم الحفيرة المذكورة.،وكانوا يأخذون أي شخص تبدر منه بادرة ضد هارون ولو كلمة، أي لانتقاده لهارون بكلمة، ويلقونه وهو حيّ في تلك الحفيرة التي ذكرها التاريخ باسم بركة السباع، فتتناوله السباع الضارية التي كانوا يجوعونها من قبل”.
ودعا سماحته، “اقرأوا في تاريخ صاحب الإمامة العظمى والعصمة الكبرى مولانا موسى بن جعفر (صلوات الله عليه)، حيث كان في السجن، فبعث هارون في ليلة من الليالي، أحد خواصّه وقال له خذ موسى بن جعفر إلى بركة السباع، فجاء الشخص إلى الإمام الكاظم (صلوات الله عليه) وأخرجه من السجن وجاء بالإمام وجعله في بركة السباع وأغلق الباب على الإمام، ورجع إلى هارون وأخبره بتنفيذ ما طلبه منه. فسأله هارون وماجرى؟ قال لا أدري، فقال له: اذهب وانظر ماذا جرى، فذهب الرجل إلى بركة السباع، فرأى الإمام الكاظم (صلوات الله عليه) متّجهاً إلى القبلة وهو يصلّي، والسباع تتمسّح بوجوهها برجل الإمام وبسجادة الإمام (صلوات الله عليه) فرجع إلى هارون وأخبره بما رأى، فقال له هارون: أسرع وأخرجه من البركة حتى لا ينتشر خبره، وهذا هارون يسمّى خليفة إسلامي وحاكم إسلامي، فهل هذا هو الإسلام الذي أسّسه رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟”.
وبين سماحته، “الشيء نفسه صنعه حفيد هارون، أي المتوكّل العباسي، في سامراء، حيث جعل فيها بركة السباع، وأنا قد رأيت بعض آثارها في إحدى زياراتي لمدينة سامراء المشرّفة، قبل عشرات السنين، وقد أمر المتوكّل بعض حاشيته أن يأخذوا الإمام الهادي (صلوات الله عليه) صاحب العصمة الكبرى والإمامة العظمى، إلى بركة السباع، فجعلوه فيها، وبعد ذلك أخبروا المتوكّل بأنّ السباع تلثم سجادة الإمام الهادي (صلوات الله عليه) وتتمسّح بها وتقبّلها، وتقبّل رجل الإمام وتتمسّح بها، فأمر بإخراج الإمام منها، هكذا فعل أيضاً ابن هارون المأمون حينما كان في مدينة سرخس في خراسان، التي تبعد عن المشهد الرضوي المقدّس عشرات الكيلومترات، فقد صنع المأمون بركة السباع في سرخس اقتداء بأبيه هارون، وأمر بعض حاشيته أن يأخذوا الإمام الرضا (صلوات الله عليه) الذي كان في مرو، إلى بركة السباع”.
وقال سماحته، “هذا تاريخ أسود لا شكّ، وهل يوجد توحشّ في التاريخ مثل هذا التاريخ الأسود؟ فالآن ورغم كل الوحشية التي تمارس ضدّ المؤمنين وضدّ المسلمين في العراق وفي غيره، هل يوجد مثل تلك الوحشية على الأرض؟ وهي أن يجعلوا أو يلقوا المعارضين أو المعارض السياسي في بركة فيها سباع ضارية جائعة؟ وهذه الوحشية مارسها أفراد يسمّونهم خلفاء لرسول الله “صلى الله عليه وآله” مع شديد الأسف، ومع شديد الأسف، فياأيّها الشباب اقرأوا التاريخ واعكسوا للدينا هذه التواريخ السوداء التي كانت باسم الإسلام في العراق المظلوم”.
واضاف سماحته، “إنّ مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حكم عشر سنوات، وحكم الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) نصف المعمورة في زمانه، خمس سنوات، وفي تاريخ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو الحاكم الأعلى، وفي تاريخ حكومة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، التي حكم فيها من العراق نصف المعمورة، إلى عمق أوروبا وإلى عمق أفريقيا، في هذين التاريخين المجيدين، لا يوجد قتيل سياسي واحد، بل انّ المنافقين الذين أنزل الله عزّ وجلّ بذمّهم سورة كاملة في القرآن الكريم وهي سورة (المنافقون) وذمّهم في سور أخرى من القرآن الكريم أشدّ الذم، بقوله عزّ من قائل: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) سورة النساء: الآية145، وهو ذمّ لم يقوله القرآن الكريم عن المشركين، هؤلاء المنافقون في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كانوا يمارسون أبشع أنواع المشكلات في حكومة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع شخص رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى مستوى التآمر لقتل الرسول أكثر من مرّة، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقتل حتى واحداً منهم، وهكذا لا يوجد قتيل سياسي واحد في تاريخ حكومة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فهل تجدون اليوم في الدنيا عدم وجود قتيل سياسي؟ حتى في بلاد الغرب التي تتبجّح بالحريّة، وفيها بعض الحريّة”.
واكد سماحته، “نحن بملئ أفواهنا، نرفع رؤوسنا مفتخرين ونقول: رغم كل المشكلات فيهما، لا ترون قتيلاً سياسياً واحداً في تاريخ الحكومتين المجيدتين، أي حكومة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإمام عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليه) الذي هو تلميذ وتربية رسول الله وابحثوا في التاريخ، فلا تجدون حتى سجين سياسي واحد في حكومتيهما (صلوات الله عليهما وآلهما)، ولا يوجد في هاتين الحكومتين من مات من الجوع، في حين كم نرى اليوم في العالم من يموتون من الجوع”.
وقال سماحته، “إنّ إدارة العالم اليوم، إدارة سخيفة، وإدارة ظالمة، لا على مستوى السياسية فحسب، بل على مستوى العالم فكم من الناس يموتون يومياً من الجوع، وكم منهم يُقتل يومياً سياسياً، وكم منهم يسجنون سياسياً؟ وأمّا في تاريخ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا يوجد حتى فقير واحد بقي على فقره إلى آخر حياته أبداً، بلى إنّ رئيس الحكومة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحياناً كان يجوع ويعطي عشاءه لشخص جائع، أي كان (صلى الله عليه وآله) يجوع حتى لا يبقى في أمّته جائع واحد، وهكذا الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، ما بقي أحد جائعاً في تاريخ حكومته، وكان الإمام (صلوات الله عليه) وهو بالعراق يقول: (ولَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ بِالْـيَمَامَةِ مَنْ لاَطَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ). والحجاز واليمامة بعيدين عن العراق، ولكن كان الإمام (صلوات الله عليه) يقول ولعلّ، أي ربما وليس مؤكّداً، يوجد جائع، فكيف أنا أشبع، ورغم كثرة أعداء أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وإلى يومك هذا، لم يكتب أحداً أنه بلى كان هناك جائعاً في حكومة الإمام (صلوات الله عليه)”.
واشار سماحته، “العراق اليوم، وغيره من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، بحاجة إلى تعلّم منهاج أهل البيت (صلوات الله عليهم) وتطبيقه، والعراق لا ينجو إلاّ بمنهاج عليّ والحسين وأهل البيت (صلوات الله عليهم) وهذه مسؤولية للجميع وعلى الجميع، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته”، موضحا “إنّ ثورة العشرين، ورغم الكثير مما كتب عنها، لكنها في مقابل التضحية العظيمة اليوم من الشعب العراقي المظلوم المؤمن، هي لا شيء، بل لا نظير لتضحية الشعب العراقي اليوم في طول تاريخ البشرية، فالعراق في ذلك الحين كانت نسمته أقلّ من خمسة مليون، فجاءت بريطانيا التي كانت أكبر قوة حينها، وورائها ألف مليون من الهند والصين، جاءت بأسلحتها المتطوّرة ومنها القنابل والمصفّحات، فهجمت على الشعب العراقي المظلوم، لتحتلّ العراق المظلوم الأبي، فهبّ العراقييون نتيجة الفتوى العظيمة للإمام المجدّد الشيخ محمد تقي الشيرازي قدّس سرّه الشريف بوجوب الدفاع، وهذا أسلوب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأسلوب أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وأسلوب أهل البيت (صلوات الله عليهم)، أي لا يعتدون على أحد، بل يردّون التعدّي والظلم، ويدافعون عن أنفسهم وأعراضهم وبلادهم، وهذا لا تجده في التاريخ إلاّ في خطّ أهل البيت (صلوات الله عليهم).
واوضح، “العراق أعطى الألوف من التضحيات، من الرجال والنساء والأطفال، ولم يركع العراقييون ولم يخضعوا إلاّ لله تعالى وأهل البيت (صلوات الله عليهم) والذين مضوا منهم، مضوا بتلك المفاخر، واليوم على الموجودين، وخصوصاً الشباب، عليهم مسؤولية الدفاع عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) والشعائر الحسينية المقدّسة كلّها هي مقدّمات وجود للدفاع عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) فلا يحصل الأمن إلاّ بإطار أهل البيت، وإلاّ بخطّ أهل البيت (صلوات الله عليهم)”.
ودعا سماحته، “أنا أوصي الجميع، في كل مكان، خصوصاً في البلاد غير الإسلامية التي لا تعرف شعوبها وحكّامها مثل تلك الأمور من مفاخر أهل البيت (صلوات الله عليهم)، وأوصي المؤمنين والمؤمنات في كل مكان، بالعراق والبلاد العربية وغير العربية، والإسلامية وغير الإسلامية، أوصيهم بقراءة مكرمات أهل البيت وفضائل أهل البيت (صلوات الله عليهم)، التي لا نظير لها في التاريخ في هذا اليوم، وأن يقوموا بعرضها على العالم، فاليوم، ولله الحمد، متاحة الوسائل لنشر فضائل وتاريخ أهل البيت (صلوات الله عليهم) ولنشر تاريخ حكومة رسول الله وحكومة أمير المؤمنين (صلوات الله عليهما وآلهما)، عبر الفضائيات، وعبر التلفاز والإذاعة والمجلاّت والجرائد، وعبر الأفلام، وبالعرض السليم والصحيح، والعرض المسموح شرعاً، وكما يقول القرآن الكريم (البلاغ المبين) أي الإيصال الظاهر المقنع، فليهتمّ الجميع، حتى يكون الإيصال إلى الجميع بالعالم إيصالاً مقنعاً، وليس مجرّد نقل”.
واكد سماحته، “كونوا على اطمئنان أنّه في هذا اليوم، لو تنتشر في العالم ثقافة رسول الله وثقافة أهل البيت (صلوات الله عليه وعليهم)، فستتسابق بلاد غير الإسلام إلى اعتناق إسلام رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الحسين وأهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين) وهذه مسؤولية على الجميع”، مشيرا “في هذا اليوم، مع وجود الحرية في أكثر بلدان العالم، ومع الإمكانيات لعرض أفكار القرآن الكريم وأهل البيت (صلوات الله عليهم)، إذا لم تصل أفكار وثقافة القرآن وأهل البيت صلوات الله عليهم للعالم، فالكلّ مقصّرون، كل حسب قدرته”.
ودعا سماحته، “أسأل الله سبحانه وتعالى، الذي وفّق العراق المظلوم، والبلاد الإسلامية المظلومة أيضاً، والبلاد غير الإسلامية المظلومة شعوبها، كل تلك البلدان التي وفّقت للشعائر الحسينية المقدّسة، أسأله تعالى أن يوفّق الجميع لنشر أفكار الحسين (صلوات الله عليه)، ونشر ثقافة رسول الله وأمير المؤمنين )صلوات الله عليهما وآلهما، حتى ينعم الجميع في العالم، في كل مكان، بكل أمن واستقرار، اعملوا أنّه في يوم القيامة، ماذا سيكون جوابنا وجواب الذين كانوا يعرفون تاريخ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (صلوات الله عليهم) ويعرفون المعاني العظيمة من تاريخهم (صلوات الله عليهم)، إذا قال لنا ولهم من لم يعرف ولم يصله من المعرفة عن تاريخ رسول الله وأهل البيت (صلوات الله عليهم) لماذا لم توصلوا ذلك لنا؟”.
واختتم سماحته، “لتحقيق هذا الأمر، أي إيصال المعرفة للعالمين، بحاجة إلى تعبئة الطاقات، في العراق، وفي البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، لنشر الشعائر الحسينية المقدّسة، حتى تكون مقدّمة واسعة، وتكون سبباً لتعجيل ظهور مولانا المهديّ (صلوات الله عليه)”.