اليمن

سوء التغذية يهدد حياة ونمو الأطفال في اليمن وسط أزمة إنسانية متفاقمة

سوء التغذية يهدد حياة ونمو الأطفال في اليمن وسط أزمة إنسانية متفاقمة

تشهد اليمن أزمة غذائية حادة تهدد حياة الأطفال الصغار، إذ يعاني نحو نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية، في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد. ويواجه القطاع الصحي صعوبات بالغة في التعامل مع هذه الحالات، بسبب نقص المستشفيات المجهزة، ونقص الأدوية، وغياب التمويل الكافي للمنظمات الإنسانية.
وفي مستشفى اليمني السويدي للأمومة والطفولة بمحافظة تعز، يصف رئيس قسم الاستشفاء عادل الرصاص الوضع بأنه كارثي، موضحًا أن عدد الحالات التي تصل شهريًا إلى المستشفى يتراوح بين 30 و40 حالة، بينما تتلقى عشرات الحالات الأخرى العلاج المنزلي. ويشير الرصاص إلى أن تدهور الوضع المعيشي للعائلات اليمنية ونقص الغذاء سبب رئيس في انتشار سوء التغذية بين الأطفال.
وتتركز الحالات بشكل خاص في المديريات الساحلية مثل المخا والوازعية وموزع وذوباب، إضافة إلى جبل حبشي والمعافر، حيث تستقبل المستشفيات حالات حادة تتطلب إدخال الأطفال إلى أقسام الاستشفاء وتزويدهم بحليب خاص لعلاج سوء التغذية، بمساندة وزارة الصحة والمنظمات الدولية.
وأكد طبيب يمني في محافظة ذمار أن عجز السلطة عن توفير الرواتب والخدمات الأساسية، بالإضافة إلى منع اللقاحات ضد الأمراض مثل الحصبة والكوليرا، أسهم بشكل مباشر في تزايد حالات سوء التغذية، ما يزيد من خطورة الوضع الصحي للأطفال ويؤثر على نموهم البدني والعقلي.
وفي مايو/أيار الماضي، كشف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أن نصف أطفال اليمن البالغ عددهم 2.3 مليون يعانون من سوء التغذية، بينهم 600 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، فيما لم يحصل 20% منهم على أي لقاح على الإطلاق، مما يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة.
وقالت منظمة يونيسف إن حالات الهزال بين الأطفال زادت بنسبة 34% خلال العام الماضي، بينما تعمل منظمة الصحة العالمية على تقديم الرعاية لأكثر من 31 ألف طفل في 96 مركزًا للرعاية، مع تدريب أكثر من 1,500 عامل صحي لضمان وصول العلاج للأطفال الأكثر حاجة.
ويحذر الخبراء من أن استمرار النزاع وغياب الدعم الغذائي الكافي سيؤدي إلى تداعيات طويلة الأمد على جيل كامل من الأطفال في اليمن، إذ أن سوء التغذية لا يؤثر على البنية الجسدية فقط، بل يعيق النمو العقلي والتعلم، ويعرض الأطفال لمخاطر صحية مستمرة طوال حياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى