مسؤول أممي: نصف مليون شخص في غزة على حافة المجاعة و1000 طفل مهددون بالموت

مسؤول أممي: نصف مليون شخص في غزة على حافة المجاعة و1000 طفل مهددون بالموت

حذّر كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكداً أن نحو نصف مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، في حين بات جميع سكان القطاع بحاجة ماسة إلى الغذاء، وسط عجز المنظمات الدولية عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
وفي مؤتمر صحافي عُقد بمقر الأمم المتحدة، قال سكاو، عقب زيارة ميدانية أجراها إلى غزة الأسبوع الماضي، إن الوضع الإنساني هناك “هو الأسوأ الذي شهدته في حياتي”، مشيراً إلى أن “الناس يموتون لمجرد محاولتهم الحصول على الطعام”، وأن الأطفال “توقفوا عن اللعب بسبب انهيار طاقتهم”، في دلالة على تفشي سوء التغذية الحاد.
وأوضح أن واحداً من كل ثلاثة غزيين يمضي أياماً دون طعام، في حين يوجد قرابة ألف طفل على وشك الموت بسبب سوء التغذية الحاد، ويحتاجون إلى تدخل علاجي عاجل. كما أشار إلى أن أسعار المواد الغذائية بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث وصل سعر كيلو الطحين إلى 25 دولارًا.
وقال سكاو إن الأزمة تتفاقم بفعل النقص الحاد في المواد الغذائية من جهة، وصعوبة وصول الفرق الأممية إلى المتضررين من جهة أخرى. وأكد أن نحو 85% من أراضي قطاع غزة تخضع لسيطرة القوات العسكرية، مما يعرقل عمليات الإغاثة، ويجبر فرق المساعدات على الانتظار لساعات طويلة عند الحواجز.
وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي بحاجة إلى إدخال 100 شاحنة يوميًا، نصفها على الأقل مخصصة لشمال القطاع، حيث الوضع أكثر كارثية، مؤكدًا أن جميع المخابز التابعة للبرنامج توقفت عن العمل بالكامل.
وفي ظل التعقيدات الميدانية، شدد سكاو على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري وفتح جميع المعابر، بما في ذلك معبر الأردن ومصر وميناء أسدود، لتفادي الانهيار الكامل للمنظومة الغذائية.
وقال إن البرنامج اضطر مؤخرًا إلى القبول بإدخال الطحين فقط، رغم مطالبته بإدخال سلال غذائية متنوعة، مضيفاً: “نحن مضطرون للقبول بما يتاح، لأن الانتظار بات يعني الموت لكثيرين”.
وفي مشهد يعكس عمق المأساة، تحدث سكاو عن لقاءات جمعته بعائلات في غزة، قالت له إن أطفالها لا يأكلون شيئًا لأيام، وإن الطعام المتاح يقتصر على “حساء ساخن مع قليل من العدس أو المعكرونة”، فيما تمنع بعض الأمهات أبناءهن من اللعب كي لا يستهلكوا طاقة لا يمكن تعويضها.
وبشأن الجدل الدائر حول المساعدات، نفى سكاو وجود أي عمليات تحويل من قبل جماعات مسلحة، باستثناء حادثتين تم التعامل معهما فوراً، مؤكداً أن برنامج الأغذية العالمي يتابع مسار المساعدات بدقة ويخضع لرقابة طرف ثالث، ويعمل على ضمان وصول الغذاء إلى مستحقيه دون تدخل.
وختم المسؤول الأممي حديثه بالتشديد على أن “الوضع لا يمكن احتماله أكثر”، داعياً إلى تحرك دولي عاجل قبل أن تتحول الكارثة في غزة إلى مجاعة شاملة لا يمكن احتواؤها.