تقارير حقوقية: عودة الاعتقالات والانتهاكات في مراكز الاحتجاز بسوريا بعد سقوط النظام السابق

تقارير حقوقية: عودة الاعتقالات والانتهاكات في مراكز الاحتجاز بسوريا بعد سقوط النظام السابق
تشير تقارير حقوقية وتحقيقات صحفية دولية إلى أن سوريا تشهد منذ سقوط نظام بشار الأسد عودة ممارسات الاعتقال والانتهاكات داخل عدد من السجون ومراكز الاحتجاز، في وقت كانت فيه الآمال معلّقة على إغلاق هذا الملف مع بداية المرحلة السياسية الجديدة في البلاد.
وبحسب هذه التقارير، أعيد تشغيل عدد من مراكز الاحتجاز التي كانت مستخدمة في عهد النظام السابق، حيث تُسجَّل اعتقالات لأسباب أمنية دون توجيه تهم واضحة أو إتاحة مسارات قانونية للمحتجزين، وسط شكاوى من الاكتظاظ وسوء المعاملة وغياب الرقابة القضائية المنتظمة.
وتفيد المصادر بأن عمليات الاحتجاز طالت مواطنين من خلفيات اجتماعية وطائفية مختلفة، بذريعة الحفاظ على الأمن والاستقرار، في ظل ظروف وُصفت بغير الإنسانية داخل بعض مرافق التوقيف، تشمل نقص الغذاء والرعاية الصحية وانتشار الأمراض، إضافة إلى منع التواصل المنتظم مع العائلات أو المحامين.
كما تتحدث تقارير عن تسجيل حالات ابتزاز مالي لعائلات محتجزين مقابل وعود بالإفراج أو تحسين ظروف الاحتجاز، فضلاً عن شكاوى من تعرض بعض المعتقلين لسوء المعاملة أثناء الاستجواب، في مراكز احتجاز رسمية وغير رسمية.
وفي ردّها على هذه المعطيات، قالت الحكومة السورية إن الاعتقالات تأتي في إطار ملاحقة المتورطين بجرائم وانتهاكات وقعت خلال فترة حكم النظام السابق، مؤكدة أن البلاد تمرّ بمرحلة إعادة بناء للمؤسسات الأمنية والقضائية، وأن بعض التجاوزات تمثل “حالات فردية” جرى التعامل معها عبر إجراءات تأديبية.
وأضافت الحكومة أنها أفرجت عن أعداد من المحتجزين خلال الفترة الماضية، وأنها تعمل على تحسين أوضاع السجون وتأهيلها بما يتوافق مع المعايير الإنسانية، مشيرة إلى فتح تحقيقات داخلية بحق عناصر أمنية متهمة بممارسات مخالفة للقانون.
في المقابل، أعربت منظمات حقوقية دولية عن قلقها من استمرار أنماط الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، معتبرة أن هذه الممارسات تقوّض الثقة بالمرحلة الانتقالية، وتشكّل تحدياً أمام تعهدات القيادة الجديدة بإرساء دولة القانون واحترام حقوق الإنسان.
ودعت تلك المنظمات إلى ضمان الشفافية في ملف الاحتجاز، وتمكين القضاء المستقل، والكشف عن مصير جميع المحتجزين، كخطوات أساسية لمنع تكرار إرث الانتهاكات الذي طبع العقود السابقة من تاريخ سوريا.




