المختطفات العلويات في سوريا.. تقرير لـ”أسوشيتد برس” يستعيد مأساة الأيزيديات

المختطفات العلويات في سوريا.. تقرير لـ”أسوشيتد برس” يستعيد مأساة الأيزيديات
أعاد تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” فتح ملفّ اختطاف النساء العلويّات واغتصابهن في سوريا، كاشفاً عن انتهاكات مروّعة يعاني منها هذا المكوّن الديني منذ سقوط النظام السوري السابق قبل عام، في مشهد يعيد إلى الذاكرة المأساة التي عاشتها النساء الإيزيديات على يد تنظيم د1عش في العراق قبل سنوات.
وبحسب التقرير، تتعرض النساء العلويات لاعتداءات تتراوح بين الخطف والاغتصاب والتعذيب، وسط تهاون من السلطات السورية الجديدة وعجز عن محاسبة الجناة أو توفير الحماية للضحايا، فيما تشير شهادات مؤلمة إلى استمرار الهجمات بدوافع طائفية على أيدي مقاتلين سوريين وأجانب.
وتروي إحدى النساء من اللاذقية أنها اختُطفت في وضح النهار على يد ثلاثة مسلحين سحبوها إلى حافلة ثم نقلوها إلى مبنى مهجور حيث تعرّضت للاغتصاب مرتين خلال أسبوع من الاحتجاز. وتؤكد الضحية أن الخاطفين خاطبوها بلغة تنضح بالكراهية، معتبرين النساء العلويات “سبايا” يجوز الاعتداء عليهن. كما أفادت بأنها أُعيدت إلى قريتها وهي حامل نتيجة الاغتصاب، قبل أن تتعرض للطلاق وتعيش في خوف دائم.
وتنقل الوكالة شهادات أخرى لنساء وقاصرات، اختُطف بعضهن من الشوارع وتعرضن للاغتصاب لأيام وأسابيع على أيدي مقاتلين ينتمون إلى جماعات متشددة، بينما فضلت جميع الضحايا عدم كشف هوياتهن خوفاً من الانتقام. وأكدت معظمهن أنهن أبلغن قوات الأمن، لكن لم يُعرف ما إذا فُتح أي تحقيق جدي أو إذا تم توقيف أي من المتورطين.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن ما لا يقل عن 36 امرأة وفتاة علوية اختُطفن بين شهري شباط وحزيران الماضيين في مناطق الساحل وحمص وحماة، فيما تحذر منظمات دولية من تفشي هذه الظاهرة على نطاق محدود لكنه مقلق، بالنظر إلى خلفياتها الطائفية وما تتركه من آثار إنسانية واجتماعية عميقة.
ورغم ذلك، أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها حققت في 42 بلاغاً ولم تجد سوى حالة واحدة مؤكدة، معتبرةً بقية البلاغات “ادعاءات كاذبة” أو “هروباً مع شركاء عاطفيين” أو “فراراً من العنف الأسري”، وهي تصريحات رفضها حقوقيون بشدة، مؤكدين أنها لا تعكس حقيقة الوقائع على الأرض.
وعلى غرار ما فعل تنظيم د1عش بالنساء الإيزيديات، تذكّر هذه الجرائم ببداية نمط من الاعتداءات الطائفية التي تستهدف النساء عشوائياً، وسط نقص في إجراءات الحماية وصمت رسمي يفاقم معاناة الضحايا. ووفق التقرير، فرّت بعض العائلات من سوريا خشية الانتقام، بينما لا تزال نساء أخريات يعشن في صدمة مستمرة، بانتظار مساءلة غائبة وحماية لا تبدو قريبة.



