سوريا

أكثر من 100 مقبرة جماعية في سوريا.. اكتشافات متواصلة تكشف حجم المأساة الإنسانية

أكثر من 100 مقبرة جماعية في سوريا.. اكتشافات متواصلة تكشف حجم المأساة الإنسانية

تتزايد في سوريا خلال الأشهر الأخيرة عمليات الكشف عن مقابر جماعية، في مؤشر جديد على حجم الانتهاكات التي شهدتها البلاد خلال سنوات الحرب، مع ظهور أكثر من 100 مقبرة حتى الآن، وفق ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وفي بلدة ازرع جنوب البلاد، قاد الطبيب الشرعي الدكتور ممدوح الزعبي فريقاً من المتطوعين إلى مزرعة على أطراف البلدة بعد إبلاغ أصحابها الجدد عن وجود رفات بشرية. وبالقرب من حاجز عسكري كان تابعاً لقوات النظام السوري، تمكّن الفريق خلال ساعات من استخراج 31 جثة في مراحل مختلفة من التحلل، بعضها مكدس فوق بعض، ما يشير إلى دفن متكرر على مرّ السنوات.
وقال الدكتور الزعبي إن الاكتشاف لم يكن مفاجئاً، موضحاً: “وجدنا بالضبط ما كنا نتوقعه… كل مفقود لم يظهر بعد التحرير، فغالباً هو مدفون في الأرض في مكان ما.” وأضاف أن التحدي اليوم لم يعد في العثور على مواقع الدفن، بل في مواجهة الحقيقة وراء كل قبر.
وتكشف تحقيقات “وول ستريت جورنال” ومنظمات حقوقية، بينها المركز الدولي للعدالة الانتقالية ومجموعة “محامون وأطباء من أجل حقوق الإنسان”، عن تسجيل ما لا يقل عن 134 موقع دفن جماعي، مع ترجيحات بوجود المزيد غير المُعلن عنه. وتتنوع هذه المواقع بين حقول تضم آلاف الضحايا، وأخرى أصغر تحتوي على عشرات الجثث، معظمها تعود لمعتقلين قضوا تحت التعذيب أو خلال عمليات الإعدام الميداني.
وخلال السنوات الماضية، وثّق مسؤولون سابقون وعاملون في القطاع الطبي طرق نقل الجثث من السجون والفروع الأمنية، بدءاً من وضعها في أكياس بلاستيكية وصولاً إلى نقلها مكشوفة ومرقمة، بما يشير إلى الجهة التي توفي فيها المعتقل.
كما ظهرت مقابر أخرى في مناطق مختلفة، من بينها بئر مكشوفة في قرية معان قرب الطريق الدولي M5، عُثر فيها على رفات بعد أن لاحظ أحد المزارعين وجود شعر يطفو على سطح الماء. وأكدت الشرطة المحلية أن الجثث تعود لضحايا قتلوا خلال فترة سيطرة النظام على المنطقة.
وتشير هذه الاكتشافات إلى حجم المأساة الممتدة التي عاشها السوريون خلال أكثر من عقد من النزاع، وإلى الحاجة الملحة لمسارات عدالة وانتقال سياسي يعيدان للضحايا أسماءهم وحقوق أسرهم.
وتستمر التحقيقات المحلية والدولية في محاولة لتوثيق أكبر عدد ممكن من الضحايا، وسط مخاوف من أن تبقى آلاف الجثث مجهولة تحت الأرض، دون أن تعرف عائلاتها مصير أبنائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى