مكتب المرجع الشيرازي في دمشق يحيي ذكرى استشهاد الإمام السجّاد (عليه السلام) بمجلس عزائي حاشد

مكتب المرجع الشيرازي في دمشق يحيي ذكرى استشهاد الإمام السجّاد (عليه السلام) بمجلس عزائي حاشد
أحيا مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي في منطقة السيدة زينب عليها السلام في العاصمة السورية دمشق، ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين، علي بن الحسين (عليه السلام)، بإقامة مجلس عزاء حضره جمع من العلماء وطلبة الحوزة العلمية ومحبّي أهل البيت (عليهم السلام)، وذلك ضمن الفعاليات الدينية التي يحرص المكتب على إحيائها في المناسبات الإسلامية الكبرى.
وافتُتح المجلس بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم، ارتقى بعدها المنبر الحسيني حجّة الإسلام السيّد رياض حسين، حيث ألقى كلمة تناول فيها الجوانب المضيئة من سيرة الإمام السجّاد (عليه السلام)، مشيرًا إلى ما تحمّله الإمام من آلام وابتلاءات بعد فاجعة كربلاء، بدءًا من أسره إلى الشام، مرورًا بحياته في ظل الحكم الأموي القمعي، وانتهاءً بدوره العظيم في الحفاظ على الإسلام عبر رسالته العبادية والروحية والتربوية.
وأكد الخطيب على أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) لم يكن مجرد شاهد على ما جرى في كربلاء، بل كان استمرارًا لنهضة عاشوراء من خلال نهج المقاومة الصامتة والإصلاح الاجتماعي العميق، حيث شكّلت صحيفته السجادية، المعروفة بـ«زبور آل محمد»، منارة تربوية وروحية هادية للأمة، جسّد فيها مفاهيم العبودية، والعدل، والرحمة، والوعي السياسي.
وشهد المجلس حضورًا لافتًا من المؤمنين الذين عبّروا عن حزنهم العميق بهذه المناسبة الأليمة، مستلهمين من حياة الإمام دروسًا في الصبر والثبات والعطاء، ومؤكدين تمسّكهم بخط أهل البيت (عليهم السلام) في مواجهة الظلم والطغيان.
كما تخلل المجلس فقرات عزائية تفاعل معها الحاضرون، تمثّلت بقراءة المراثي واللطم الحسيني، في أجواء طغت عليها مشاعر الولاء والفجيعة، بما يعكس عظمة المناسبة في وجدان المحبّين.
ويأتي هذا المجلس في سياق النشاطات المتواصلة التي يُقيمها مكتب المرجع الشيرازي في دمشق، والتي تهدف إلى إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)، وتأكيد الدور الديني والاجتماعي للمؤسسات المرجعية في ترسيخ الهوية العقائدية والثقافية للمجتمع، لا سيما في أوساط الجاليات الشيعية المقيمة في سوريا.