سوريا

المرصد السوري يوثّق جرائم حرب مروعة في السويداء وسط صمت دولي

المرصد السوري يوثّق جرائم حرب مروعة في السويداء وسط صمت دولي

تحوّلت محافظة السويداء جنوب سوريا إلى مسرح لجرائم مروّعة، وثّقها المرصد السوري لحقوق الإنسان، شملت إعدامات ميدانية وتمثيلًا بالجثث وقطع رؤوس، في مشهد دموي وصفه ناشطون بأنه الأسوأ منذ سنوات. وفي أسبوع واحد، وثّق المرصد 185 حالة إعدام ميداني، طالت مدنيين وأسرى على حدّ سواء، في تصعيد طائفي غير مسبوق، تقابله ردود فعل دولية باهتة وصمت رسمي مطبق.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة حصل عليها المرصد مشاهد صادمة، من بينها مقطع يظهر رأسًا مقطوعًا لمدني من ريف حلب الشمالي بعد سيطرة مسلحي العشائر على مواقع لمقاتلين دروز، إلى جانب تسجيلات تُوثق قيام عناصر من الطرفين بعمليات إعدام وتهديدات مباشرة بذبح أسرى. أحد أبرز المشاهد هزّت الرأي العام المحلي، حين أُجبر ثلاثة شبان من آل عرنوس – بينهم مهندس وطبيبان – على القفز من شرفة شقة قبل أن يتم إطلاق النار عليهم بدم بارد.
وبحسب توثيق المرصد، فإنّ 940 شخصًا قُتلوا خلال سبعة أيام فقط، معظمهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بينما تم إعدام 182 شخصًا ميدانيًا على يد عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، كما قُتل عدد من أبناء العشائر البدوية، بينهم امرأة وطفل، على يد مسلحين دروز، ما يعكس طابع العنف المتبادل وخروجه عن السيطرة.
تعيش السويداء، التي لطالما بقيت بمنأى نسبي عن الصراع السوري، حالة من الفوضى المسلحة والانقسام الطائفي، وسط غياب أي دور فاعل للدولة أو ردع قانوني. ومع انهيار التهدئة، ينتقل الرعب من جبهات القتال إلى الأحياء السكنية، حيث باتت الجثث الملقاة والتهديدات العلنية مشاهد مألوفة لسكان يعيشون في رعب دائم.
وتعود جذور التصعيد الحالي إلى الاحتجاجات السلمية التي عرفتها السويداء عام 2023، والتي رفعت شعارات تطالب بالإصلاح ورحيل النظام، قبل أن تتفاقم الأوضاع الأمنية مع ظهور جماعات مسلّحة محلية وأخرى عشائرية. ومع تصاعد عمليات الخطف والثأر، انفجرت الاشتباكات بشكل دموي خرج عن الطابع السياسي وتحول إلى نزاع طائفي مفتوح.
المرصد السوري دعا إلى تحرّك دولي فوري لوقف المجازر، مؤكداً أن ما يجري في السويداء يرقى إلى جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تتطلب محاسبة صارمة وعدم السماح بالإفلات من العقاب، في ظل تدهور أمني متسارع يهدد بنسف ما تبقى من الاستقرار الهش في الجنوب السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى