الأمم المتحدة تدعو إلى تحقيق عاجل في أعمال العنف الدامية بجنوب سوريا

الأمم المتحدة تدعو إلى تحقيق عاجل في أعمال العنف الدامية بجنوب سوريا
دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، إلى فتح تحقيق عاجل ومستقل في أعمال العنف التي اجتاحت جنوب سوريا، ولا سيما محافظة السويداء، والتي أسفرت عن مقتل المئات خلال الأيام الأخيرة، في واحدة من أعنف موجات التصعيد التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
وفي بيان رسمي، أكد تورك ضرورة وقف نزيف الدم فورًا، مشددًا على أن التحقيقات يجب أن تكون مستقلة وشفافة وسريعة لضمان محاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتُكبت بحق المدنيين، محذرًا من أن غياب العدالة سيقود إلى مزيد من الفوضى والعنف.
وتشهد السويداء، ذات الغالبية الدرزية، تصاعدًا خطيرًا في التوترات، حيث اندلعت معارك بين الجيش السوري وفصائل محلية ومسلحين، أسفرت عن مقتل قرابة 900 شخص، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى حوادث نهب وحرق للمنازل، في ظل انسحاب القوات الحكومية من المدينة الخميس الماضي، بحسب مصادر ميدانية.
وأشار بيان المفوضية إلى وجود “انتهاكات واسعة”، من بينها الإعدامات خارج نطاق القانون، والخطف، وتدمير الممتلكات، وعمليات نهب، لافتًا إلى تورط عناصر من القوى الأمنية وميليشيات محلية، إلى جانب مقاتلين من الدروز والبدو.
وتسببت الاشتباكات في حركة نزوح واسعة للسكان، وسط غياب شبه تام للمساعدات الإنسانية، وانعدام الأمن في المناطق المتضررة. وتُعد السويداء من المناطق التي بقيت نسبيًا خارج دوامة النزاع المفتوح منذ 2011، إلا أن الاحتقان المتصاعد بين الأهالي والسلطة في دمشق جعلها على صفيح ساخن خلال الأشهر الأخيرة.
ودعت منظمات حقوقية دولية إلى إرسال بعثات تحقيق ميدانية لحماية المدنيين وضمان عدم إفلات مرتكبي الانتهاكات من العقاب، في وقت تتعثر فيه العملية السياسية وتتواصل الحلول الأمنية، ما يزيد من معاناة السكان المدنيين ويترك الجنوب السوري أمام مستقبل غامض ومفتوح على التصعيد.