سوريا

اقتحام مسلح لمقام السيدة زينب عليها السلام يثير مخاوف من تصعيد طائفي خطير

شهد مقام السيدة زينب عليها السلام في ريف العاصمة السورية دمشق، مساء أمس، اقتحامًا مسلحًا من قبل مجموعة متشددة أثناء أداء صلاة المغرب، ما أثار موجة من القلق بين الأهالي، لا سيما مع تزامن الحادثة مع احتفالات عيد الغدير.

وبحسب مصادر محلية، أطلقت المجموعة المهاجمة النار باتجاه مئذنة المقام، ورفعت شعارات طائفية مستفزة، مستهدفة المصلين داخل أروقة المقام، قبل أن تُصدر تهديدات صريحة بمنع إقامة صلاة الفجر. هذه التصرفات أحدثت حالة من الذعر في أوساط الزوار والسكان القاطنين في محيط المرقد، المعروف برمزيته الدينية لدى أتباع أهل البيت عليهم السلام.

عقب الحادثة، سارعت القوات الأمنية إلى الانتشار في محيط المقام، وأغلقت أبوابه مؤقتًا كإجراء احترازي لحماية المصلين، فيما لم ترد حتى الآن تفاصيل إضافية عن هوية الجناة أو طبيعة الإجراءات المتخذة بحقهم.

المرصد السوري لحقوق الإنسان حذّر من التداعيات الخطيرة لمثل هذه الممارسات، معتبرًا أن الاعتداء يمثل تهديدًا مباشرًا للسلم الأهلي، خصوصًا مع استهدافه موقعًا دينيًا خلال مناسبة مذهبية بارزة. ولفت المرصد إلى أن هذه الانتهاكات تغذّي خطاب الكراهية والانقسام الطائفي، وتهدد ما تبقى من النسيج الوطني السوري.

ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من حادثة مشابهة، إذ اقتحمت مجموعة مسلّحة يقودها شخص يُدعى “أبو عمر الليبي” مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني في منطقة السيدة زينب عليها السلام، حيث عبثت بمحتوياته وسرقت أموالًا وجهازًا إلكترونيًا، قبل أن تعيد المسروقات لاحقًا إثر وساطات محلية.

ناشطون في المنطقة عبّروا عن إدانتهم الشديدة للاعتداءات المتكررة على الرموز والمقار الدينية، مطالبين بضمان حماية هذه المرافق واحترام خصوصية الطائفة الشيعية وسائر المكونات الدينية، تفاديًا لانزلاقات طائفية قد تعمّق الانقسامات في المجتمع السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى