255 قتيلاً في حمص منذ مطلع العام.. والمرصد السوري يحذّر من تصاعد عمليات التصفية الطائفية

255 قتيلاً في حمص منذ مطلع العام.. والمرصد السوري يحذّر من تصاعد عمليات التصفية الطائفية
شهدت محافظة حمص السورية منذ بداية العام الجاري ارتفاعاً خطيراً في وتيرة عمليات التصفية والاغتيال، التي طالت مدنيين وعسكريين سابقين في ظروف غامضة، وسط تدهور أمني متزايد وضعف في الاستجابة الرسمية، ما فاقم من مشاعر الخوف والتوتر بين السكان.
وبحسب توثيقات “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقد قُتل منذ مطلع العام 255 شخصاً، بينهم 237 رجلاً، و15 سيدة، و3 أطفال، في عمليات نفذها مجهولون أو قوات رديفة للأجهزة الأمنية والعسكرية. من بين هذه الحالات، تم تسجيل 111 عملية قتل بدوافع طائفية، ما يعكس خطورة الانقسام المجتمعي وتنامي العنف العشوائي المنفلت.
وتنوّعت أساليب التصفية بين إطلاق نار مباشر، واغتيالات فردية، وعمليات إعدام ميداني في مناطق متفرقة من المحافظة، ما يشير إلى طبيعة معقدة لهذه الجرائم، بين ما هو انتقامي أو طائفي، وما يرتبط بصراعات محلية أو ثأر شخصي، وسط فراغ أمني واضح.
وتُعد محافظة حمص من أكثر المحافظات السورية تنوعاً طائفياً ومذهبياً، إذ تضم السنة، والعلويين، والمسيحيين، والشيعة، والتركمان، فضلًا عن حضور عشائري واسع في أريافها، وهو ما جعلها عرضة لتوترات متكررة في ظل هشاشة الأمن وغياب المصالحة المجتمعية.
المرصد السوري، وفي بيانه الأخير، طالب السلطات السورية بضرورة فتح تحقيقات شفافة ومعلنة في هذه الحوادث، واتخاذ إجراءات فعّالة لحماية المدنيين، محذراً من أن استمرار هذه الظواهر دون معالجة جدية قد يؤدي إلى انهيارات مجتمعية أعمق ويُمهّد الطريق لموجات عنف متجددة يصعب احتواؤها مستقبلاً.